هل كانت إسرائيل تريد اغتيال أحمد الشرع الرئيس السورى أول أمس حينما قامت بقصف القصر الرئاسى بدمشق؟!
فى تصعيد خطير وغير مسبوق شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة على مبنى وزارة الدفاع، ومحيط القصر الرئاسي.
وصف وزير الحرب الإسرائيلى يسرائيل كاتس الغارات الجوية بأنها تأتى ضمن الهجمات المؤلمة على سوريا مؤكدا أن تلك الهجمات سوف تتواصل لحين انسحاب القوات السورية من السويداء.
أعتقد أن أحمد الشرع مصلحة إسرائيلية، ووجوده أصبح ضرورة إسرائيلية، وبالتالى فإن اغتياله لا يصب فى مصلحة إسرائيل، وربما يخلق حالة من الفوضى والاقتتال الأهلى السورى أكثر فظاعة مما هى عليه الآن.
من المؤكد أن إسرائيل حينما قامت بالهجوم على المقر الرئاسى فى سوريا، ومبانى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان السورية فإنها أرادت توصيل رسالة بعلم الوصول إلى أحمد الشرع ورفاقه أنهم فى قبضة أيدى إسرائيل، وأنه من الممكن أن تتخلى إسرائيل عنهم، وتنتهى مهمتهم وتنهى حياتهم فى أية لحظة. تلك هى الحقيقة المرة الآن فى سوريا بعد أن طالت الفوضى كل شيء منذ أن وقعت فريسة للخريف العربى منذ أكثر من 14 عاما، واكتمل السيناريو بسقوط بشار، وتسريح الجيش والشرطة، لتقوم بعدها إسرائيل باستكمال المهمة، وتدمير كل مقدرات الجيش السورى من طائرات، ومدفعية، ومخازن سلاح، ومختلف المعدات العسكرية.
الصراع فى السويداء هو أحد مظاهر الفوضى السورية بعد قيام الفصائل السورية المتنازعة بالاقتتال فيما بينهم ، وقيام الميليشيات المسلحة المتطرفة بإرهاب الأقلية الدرزية والتمثيل بهم، ومحاولة إذلالهم.
المفروض أن الثورات الشعبية حينما تندلع فإن هدفها هو الأفضل دائماً، ولكن ما حدث فى ثورات الخريف العربى يؤكد أنها ثورات «معلبة» لها أهداف أخرى غير التى يتم إعلانها وسوريا، واليمن، وليبيا، والسودان، والصومال، والعراق أبرز النماذج لذلك.
هناك أهداف أخرى خبيثة تحققت بالفعل والهدف الأكبر هو هذا التراجع العربى المخزى والهيمنة الكبرى لإسرائيل فى المنطقة بعد أن وقعت الشعوب العربية فى «الفخ» وانشغلت بالاقتتال الداخلى والحروب الأهلية.
الرسالة الثانية التى أرادت إسرائيل إيصالها إلى أحمد الشرع ورفاقه هى ضرورة الدخول إلى حظيرة الاتفاقات الإبراهيمية، والتطبيع مع إسرائيل مقابل الحفاظ على حياة أحمد الشرع ورفاقه، والاعتراف بشرعية تواجدهم، والقبول بصيغة استمرار الاحتلال الإسرائيلى فى مناطق كثيرة من الأراضى السورية.
Comments