لم تذرف عينا ترامب دمعة واحدة على الأطفال التسعة الذين قتلتهم قوات الجيش الإسرائيلى مع سبق الإصرار والترصد.
الأطفال التسعة هم أبناء الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، طبيبة الأطفال بمجمع ناصر الطبى بخان يونس، والتى استقبلت أبناءها التسعة أشلاء وهى تعمل لخدمة المرضى والمصابين بما تبقى من إمكانيات محدودة فى المستشفيات فى قطاع غزة.
لو أن 9 أطفال إسرائيليين ماتوا دفعة واحدة لعائلة إسرائيلية لقامت الدنيا ولم تقعد.
البداية المؤكدة كانت ستكون من الرئيس الأمريكى ترامب لإدانة الحادث الإرهابى الرهيب ثم وزير خارجيته، ووزير دفاعه، ونائبه، ثم أعضاء الكونجرس.
نفس الحال لكل زعماء الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبى، ولا مانع من عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة هذا الاعتداء الغاشم والوحشى.
أما ماكينة الإعلام اليهودية والغربية فهى جاهزة لتشويه كل ما هو فلسطينى ووصمه بالإرهاب، والهمجية، والعدوانية، وكل الصفات السيئة.
على الجانب المقابل فى مقتل الأطفال التسعة وجدنا الصمت الرهيب يلف المشهد بالكامل، وباستثناء بعض الإدانات العربية الخفيفة صمت الجميع وأصابهم «الخرس»، وسقطت الديمقراطية الغربية «الزائفة» وحقوق الإنسان «الكاذبة»، وتم دفن الضمائر والعقول الغربية إلى غير رجعة فى انتظار حادث مأساوى بعيدا عن الإسرائيليين لكى يكيلوا الاتهامات ويذرفوا الدموع، وينددوا بأشد وأعنف العبارات.
تلك هى حقائق الديمقراطية الغربية المزيفة، وواقع حقوق الإنسان المعاصر فى العالم الغربى المتحضر.
صدعنا الغرب بحديثهم عن حقوق الإنسان، والديمقراطية، ووصل ادعاء الرقى الكاذب إلى حقوق الحيوان، وكان البعض يهاجم ذبح الحيوانات فى الأعياد، رغم أنهم يفعلون ذلك وإن اختلفت الطرق والأساليب.
الآن هم يشاهدون ذبح الأطفال والنساء كل ساعة دون دمعة واحدة أو حتى عبارة إدانة.
التعليقات