أدى قرار الحكومة البريطانية، لإلغاء نظام "غير المقيم لأغراض ضريبية" الذي يعود إلى عام 1799 عندما فرضت بريطانيا أول ضريبة دخل لتمويل حربها ضد نابليون، واقتصر آنذاك على الدخل المحصل داخل البلاد، ما أعفى أرباح المستعمرات من الضرائب، إلى هجرة العديد من كبار الأثرياء الأجانب من المملكة.
سمح الامتياز الملغي في أبريل الماضي لنحو 74 ألف أجنبي بدفع ضرائبهم على الدخل المحصل داخل المملكة فقط، مع تجاهل الأرباح الخارجية ما لم تحول إلى بريطانيا، حيث توقعت الحكومة تحصيل 45 مليار دولار بحلول 2030 لتمويل البنية التحتية وسداد الدين العام، لكن النتيجة الأولى كانت نزوحاً جماعياً للأثرياء بدل زيادة الحصيلة.
وكان على رأس الأثرياء الذين نقلوا إقامتهم من لندن إلى إيطاليا الملياردير المصري ناصف ساويرس، شريك ملكية نادي أستون فيلا الإنجليزي، وباسم حيدر، رجل أعمال لبناني‑نيجيري مقيم منذ 2010.
صرح حيدر، لصحيفة وول ستريت جورنال، "هناك وقت تشعر فيه أنك غير مرحب بك.. حان وقت حزم الأمتعة والمغادرة"، مقدراً أن ترتفع فاتورته الضريبية "خمسة إلى سبعة أضعاف" بعد التعديل، فضلاً عن خشيته من ضريبة الميراث البريطانية البالغة 40% على أصوله العالمية.
من ضمن الأثرياء الراحلون عن بريطانيا أيضا الكندية آن كابلان مول هولاند، التي انتقلت إلى بريطانيا في عام 2022 بعد أن باعت شركتها في مجال القروض الطبية، واشترت قلعة من القرن الثالث عشر، ورصدت نحو 20 مليون دولار لترميمها وتحويلها إلى مشروع سياحي يشمل مطاعم وخدمات زفاف، كما وظفت نحو 100 موظف، واندمجت في مجتمعها المحلي، قررت هي وزوجها، جراح التجميل، تقديم طلب للانتقال إلى إيطاليا، حيث يمكنهم دفع ضريبة سنوية مقطوعة تبلغ نحو 230 ألف دولار بدلاً من الخضوع لنظام الضرائب الشامل البريطاني.
وصرحت آن بحسرة: "من الصعب الرحيل لأننا استقررنا.. لكنني سأكون أسعد إنسان إذا تراجعت الحكومة عن هذا القرار".
يسعى رجال الأعمال للاستفادة من نظام ضريبي جذاب يتيح للمغتربين دفع رسم سنوي ثابت بدلاً من الضرائب على الدخل العالمي.
التعليقات