عملاء فى ثياب «أئمة»

عملاء فى ثياب «أئمة»

عبدالمحسن سلامة

لو صح ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن دعوة بعض الأئمة فى إسرائيل إلى التظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب فى الساعة الثانية بعد ظهر غد الخميس ضد الدولة المصرية وضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإن ذلك يعنى بوضوح، ودون لبس أو شك أن الداعين إلى تلك التظاهرات ما هم إلا مجموعة من العملاء حتى لو ارتدوا ثياب الأئمة على طريقة «ظهر الثعلب يوما فى ثياب الواعظين».

هم أسوأ من الثعالب، لأنهم يعلنون عمالتهم بفجاجة للعدو الإسرائيلى، فهم أصلاً إسرائيليون ارتضوا بالجنسية الإسرائيلية، ويطالبون فى ذات الوقت بالتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب.

هم يتمتعون بأعلى درجة من درجات الوقاحة والانحطاط، لأنهم كشفوا عن عمالتهم الرخيصة، ويحاولون خلط الأوراق من خلال تلك الدعوات المشينة لتحسين صورة العدو الإسرائيلي، فى وقت يتجه العالم كله إلى إدانة إسرائيل، ووصمها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.

حتى عقلاء إسرائيل يؤكدون ذلك وآخرهم إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق الذى شبه إسرائيل بأنها دولة مصابة بالجذام، وأصبحت منبوذة يهرب منها الجميع نتيجة تصرفاتها المشينة فى غزة، وضد الأطفال والنساء.

الرئيس عبد الفتاح السيسى كان واضحاً وصريحا كعادته أول أمس حينما وضع النقاط على الحروف مؤكدا ثبات الموقف المصرى المساند للقضية الفلسطينية، ورافضاً لخطط التهجير، ومطالباً بوقف شامل ودائم للحرب فى غزة، والسماح بإدخال المساعدات بشكل دائم وكاف.

حتى الرئيس الأمريكى ترامب وخلال المؤتمر الصحفى مع رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر أول أمس فقد أكد أن إسرائيل تتحمل مسئولية تدفق المساعدات إلى غزة.

الأئمة «العملاء» تناسوا كل ذلك وقرروا تجاهل المذابح الإسرائيلية، وحروب التجويع الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وقاموا بالخلط بين المواقف فى إطار المحاولات الفاشلة لغسل سمعة العدو الإسرائيلي. المؤكد أن هؤلاء الأئمة ومن يرددون نفس الأكاذيب هم مجرد مجموعة من الخونة والعملاء فضحوا أنفسهم بتصرفاتهم الرخيصة والمخزية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات