استكمالا للمقال السابق والزيارة التاريخية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مصر، ليشهد حفل توقيع اتفاق شرم الشيخ بشأن خطته لوقف إطلاق النار فى غزة والسلام فى المنطقة ـ يمكن القول إن توقيع الاتفاق هو بداية لمشوار الألف ميل إذا توافرت الإرادة الأمريكية لإحلال سلام دائم فى المنطقة.
توقيع الاتفاق له العديد من الإيجابيات، أهمها وقف إطلاق النار، وإنهاء المذبحة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين فى القطاع، وإفشال مخطط التهجير وما يستتبعه من تصفية القضية، وكذلك إفشال مخطط نيتانياهو بالوصول إلى النصر المطلق، ورغبته فى إطلاق سراح الأسرى بالقوة دون الحاجة إلى تفاوض.
فشلت كل هذه المخططات الشيطانية، واضطرت إسرائيل إلى التفاوض بعد حرب عامين كاملين، بما يؤكد فشل نظرية النصر المطلق، رغم الخسائر الهائلة وغير المسبوقة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة فى العامين الماضيين، فإن هناك العديد من النقاط الإيجابية، أهمها التغير الهائل لصالح القضية الفلسطينية على مستوى كل دول العالم بلا استثناء، وصولا إلى أمريكا ذاتها التى أصبح بها الآن أغلبية شعبية للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل عام 1948 تؤيد الحقوق الفلسطينية طبقا لاستطلاعات الرأى الأمريكية ذاتها التى أوضحت تغير المزاج العام للمواطنين الأمريكيين لمصلحة حق الشعب الفلسطيني.
أعتقد أن الهجوم على قطر كان سقطة إسرائيلية أفقدت أمريكا أقرب حلفائها فى الخليج، مما أضعف الثقة فى الحليف الأمريكى، وجعل الإدارة الأمريكية تراجع حساباتها تجاه إسرائيل وعلاقة ذلك بالحلفاء فى المنطقة.
لكل هذا أتمنى أن يكون توقيع اتفاق شرم الشيخ هو البداية للاستفادة من كل الدروس الإيجابية التى ظهرت وخاصة ما يتعلق بالتحالف العربى الإسلامى الذى اجتمع به ترامب قبيل إعلان خطته، وبلورة هذا التحالف لمتابعة تنفيذ الاتفاق بكامله وصولا إلى هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلة طبقا لمقررات الشرعية الدولية.
أيضا فإن العالم مطالب بدعم ومساندة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، التى طرحتها مصر على القمة العربية التى عقدت فى القاهرة فى مارس الماضى، وتبنتها تلك القمة لتصبح خطة عربية لإعادة إعمار غزة، ولدى مصر من الخبرات ما يكفى لتنفيذ هذه الخطة بأعلى كفاءة ممكنة، وأقل فترة زمنية.
مشوار طويل وشاق، والمهم الآن البناء على النجاح الذى تحقق وعدم إضاعته.
التعليقات