قلت لصديقى: لو كنت مكان وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى لجعلت زيارة المتحف الكبير الذى يتم افتتاحه اليوم زيارة إجبارية لكل طلاب المراحل الدراسية المختلفة بما فيها مراحل التعليم قبل الجامعى، والتعليم الجامعى.
قال: ما معنى أن تكون زيارة «إجبارية»؟!
قلت: أن تكون تلك الزيارة ضمن المقررات الدراسية، ويخصص لها درجة معتبرة ومؤثرة ضمن درجات التلاميذ والطلاب، وأقترح أن تكون تلك الزيارة لمرة واحدة فى المرحلة الإعدادية، ومرة ثانية فى الثانوية، وثالثة فى الجامعة سواء جامعات خاصة أو حكومية أو أهلية أو دولية.
قال: لماذا كل هذا؟ وما هى الفلسفة من وراء ذلك؟
قلت: أعتقد أن الموضوع يستحق ذلك وأكثر، فالمسألة ليست مجرد متحف، ولا يجب أن تكون كذلك، كما أن المسألة لا يجب أن يكون هدفها فقط هو زيادة التدفق السياحى.
إقامة المتحف شىء عظيم، وحلم تحقق بعد مرور عقدين من الزمان على فكرة إنشائه التى أطلقها الفنان فاروق حسنى وقت أن كان وزيرا للثقافة فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن الفكرة تعثرت بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسؤولية، وآمن بالحلم، وأصر على إخراجه إلى النور فى تلك الصورة المبهرة والعظيمة، وهو ما يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسى فى إدارته للدولة المصرية بشكل مؤسسى واستكمال كل حلقات الإنجاز فى رسالة عظيمة بتغيير نمط التفكير العقيم لبعض القيادات على طريقة «انسف حمامك القديم».
المتحف الكبير ليس مجرد مبنى، لكنه رسالة عظيمة وملهمة لمصر وشعبها، كما أنه رسالة لكل العالم بعظمة الحضارة المصرية وتألقها.
من هنا أقترح فكرة الزيارة «الإجبارية» لطلاب المدارس والجامعات لشحذ هممهم، وتأكيد قدرة المصريين على إنجاز حضارة مصرية جديدة تليق بهم، وتأكيد أنه لا مستحيل، وكما فعل المصريون قديماً، فهم قادرون أن يفعلوا اليوم وغداً مثل ما فعلوا بالأمس.
من هنا لن تكون الزيارة مجرد نزهة، وثقافة، وترفيه فقط لكنها شحذ همة لاستعادة أمجاد أجدادهم القدماء.
قال: فكرة عظيمة، ولكن كيف يتم تنفيذها؟
قلت: أن تكون الحضارة المصرية القديمة ضمن المناهج الدراسية، وموزعة على المراحل المختلفة، وأن تكون الزيارة ضمن تلك المناهج، ولها درجة خاصة «إجبارية»، وليست اختيارية فى سؤال ضمن الإمتحانات مرة فى التعليم قبل الجامعى، وأخرى فى التعليم الجامعى من أجل استعادة قدرات الشعب المصرى الكامنة.
المؤكد أن من يسير فى الطريق مرة أو مرتين يصبح قادراً على السير فيه مرات عديدة، ومصر صنعت الحضارة مرات عديدة قديماً حينما كانت الحضارة الفرعونية هى أم الحضارات فى الدنيا، وحديثاً حينما صنعت وشاركت فى الحضارة العربية فى وقت كانت فيه أوروبا تغرق فى عصور الظلام.
التعليقات