ما فعلته إسرائيل أمس الأول الجمعة باعترافها بإقليم «صومالي لاند» الانفصالي في الصومال كدولة مستقلة يسقط ورقة التوت عن تلك الدولة العدوانية التي تمارس دورها التخريبي في المنطقة بكل «سفور»، و«انحطاط» دون مراعاة أدني قواعد العلاقات الدولية، أو مراعاة المصالح الإقليمية.

إعتراف إسرائيل بالإقليم الانفصالي في الصومال، لا يبتعد كثيرا عن أفعالها في غزة والضفة وكل الأراضي الفلسطينية، وكذلك في لبنان وسوريا وربما السودان واليمن وغيرهما.

إسرائيل تتحرك بكل قوة نحو شرق أوسط جديد، تكون فيه هي اللاعب الأساسي والمهيمن علي كل قواعد اللعبة في إطار استراتيجية «إسرائيل الكبري».

المشكلة أن العرب غارقون في الأوهام، ويفتقدون التنسيق اللازم لمواجهة مخاطر الاستراتيجية الإسرائيلية التي لم تعد استراتيجية سرية، وإنما هي استراتيجية معلنة وسبق أن أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بنفسه، وتحدث عنها للصحافة والإعلام بكل وضوح.

مصر تحركت بسرعة وأدانت علي الفور التصرف الإسرائيلي الخبيث والخطير، ورفضت أي محاولات للمساس بوحدة الصومال، وزعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي، كما رفضت الجامعة العربية السلوك الإسرائيلي المثير للاشمئزاز واعتبرته «خطوة استفزازية»، وكذلك أدان مجلس التعاون الخليجي تلك الخطوة، واصفا أياها بأنها «تجاوز خطير».

أعتقد أن العالم العربي يحتاج إلي تجاوز مرحلة «الإدانات»، وليس معني ذلك الدعوة إلي إشعال الحروب، ولكن من المهم أن تكون هناك خطوات عملية لمحاصرة إسرائيل، وكشف سمومها، ودورها المشبوه في ضرب الاستقرار بالمنطقة والعالم، وممارسة الضغوط القصوي علي الشركاء الدوليين والإقليميين، للتحرك بجدية ضد الممارسات الإسرائيلية، وإعلانها «دولة منبوذة» تهدد السلم العالمي.

أعتقد أن الخطوة الإسرائيلية في الصومال هي تمهيد لخطوة إثيوبية لاحقة هناك ومحاولة فاشلة للالتفاف علي المصالح المصرية، وإشعال منطقة القرن الإفريقي.

نقلا عن جريدة الأهرام