الإمارات سباقة في الاهتمام بالتربية المعلوماتية .. والمدن الذكية صديقة للبيئة

أكد الدكتور عادل خليفي، عميد كلية الحاسب وتقنية المعلومات في الجامعة الأمريكية في الإمارات لـ"مجلة أعمال الشرق الأوسط"، أن دولة الإمارات فطنت في مرحلة مبكرة للأهمية المتزايدة للتربية المعلوماتية، فسارعت إلى توفير بيئة تعليمية وتدريبية تفاعلية من أجل تخريج كوادر مواطنة مؤهلة لمواجهة هذا العصر الذي يتسم بالتفجُّر المعرفي والتكنولوجي، وانتشار نظم الاتصالات والاستعمال المتزايد للحاسوب، والتوسع في استخدام شبكة الإنترنت.

واعتبر خليفي خلال حواره مع "مجلة أعمال الشرق الأوسط"  أن أهم ما يميز المدن الذكية هو أنها صديقة للبيئة حيث تكون كل البنى التحتية (كهرباء، مياه، وسائل النقل، مؤسسات، مصانع، خدمات الطوارئ، المرافق العامة، إلخ) تدعم الاقتصاد الأخضر.

ووضع عميد كلية الحاسب وتقنية المعلومات، خلال حواره روشتة مكونة من أربعة عناصر تساعد على تأهيل كوادر تستطيع قيادة الطفرة التكنولوجية الهائلة التي أحدثتها المدن الذكية، حيث أشار إلى أن توظيف تقنية المعلومات والإنترنت في التدريب والتعليم من أهم مؤشرات تحول المجتمع إلى مجتمع معلوماتي، مؤكداً أن مواكبة التطورات المتلاحقة في تقنيات المعلومات والتعامل معها بكفاءة ومرونة من أهم التحديات التي تواجه الطالب العربي .. وتالياً نص الحوار:

برأيك، ما هي المدينة التي تستحق لقب المدينة الذكية؟

يطلق وصف المدينة الذكية على أي مدينة قادرة على استثمار جزء من رأس المال في تأمين وسط بيئي حيوي ونظيف وتسخيره لخدمة الإنسان والحفاظ على الطبيعة من خلال تقديم خدمات نوعية للبشرية، كاستبدال وسائل النقل التي تعمل على البترول - الملوث للبيئة - بأخرى تعمل على الطاقات البديلة والمستدامة كالكهرباء والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كذلك تأخذ المدن وصف ذكي عندما تساهم كذلك في تحسين ظروف الحياة العامة (نوعية المياه والغذاء)، وغالباً ما تتضمن تلك الخطط أهدافاً مستقبلية تساعد العلماء على الاستثمار السليم والأمثل للوقت والجهد.

 وترتبط المدينة الذكية التي تعرف أيضاً بمدينة الكفاءة، بعلاقة طردية مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تستخدم المدن هذه التكنولوجيا بصورة واسعة في إنشاء البنى التحتية والنظم التي تقوم عليها الحياة في المدينة.

وبفضل تكنولوجيا المعلومات يصبح التحكم في المدينة ومشاكلها أكثر فعالية عبر إيجاد حلول سريعة صادرة عن شبكة معلومات واحدة، ما يجعل تكنولوجيا المعلومات من أهم عناصر المدينة الذكية والتي بدورها تعتبر من أهم المفاهيم المطبقة لضمان مستوى معيشة متميز للسكان.

 وهل يمكن اعتبار المدن الذكية مدناً صديقة للبيئة؟

بالطبع، ففي المدن الذكية تكون كل البنى التحتية (كهرباء، مياه، وسائل النقل، مؤسسات، مصانع، خدمات الطوارئ، المرافق العامة، المباني الذكية، المكاتب ودور السكن) صديقة للبيئة، وهذا ما يُدعى بخطط التنمية الاقتصادية والبيئية أو اقتصاد البيئة أو الاقتصاد الأخضر، وفيها يتم استغلال موارد الطبيعة كاملة بشكل حكيم، آمن وسليم، ما يسمح باستمرارية الحياة على الأرض دون تهديد لأي من الأنواع الحية بالفناء.

وكيف يمكننا وصف العلاقات التي تربط بين المستفيدين المدن الذكية؟

في الحقيقة، تتميز العلاقات في المدن الذكية بالتفاعل الإيجابي بين كافة المستخدمين، وغالباً ما تكون عميقة وواسعة، خصوصاً في مجال المعلوماتية، حيث يتسع قطاع المستهلكين بشكل كبير ومخيف، ويعمل الجميع على التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعليه فالسلعة الأساسية تكون مجرد أفكار يتسابقون من خلالها إلى استكشاف المشاكل البيئية والصحية والاجتماعية وغيرها، وتقديم الحلول الناجحة (مثل مشكلة التخلص من النفايات عبر إعادة تدويرها، والمشاكل الصحية، ومشكلة تسريع وتفعيل خدمات الهاتف النقال، ومشاكل استخدام الطاقة والنقل واعتماد وسائل أكثر استدامة للسفر والعمل والإنتاج) .

كيف نؤهل الطلاب لإدارة المدن الذكية؟

يتسم العصر الحالي بالتفجُّر المعرفي والتكنولوجي، وانتشار نظم الاتصالات والاستعمال المتزايد للحاسوب، والتوسع في استخدام شبكة الإنترنت, الأمر الذي جعل العالم بمثابة قرية كونية إلكترونية. وفي الحقيقة استشعرت الإمارات في مرحلة مبكرة الأهمية المتزايدة للتربية المعلوماتية ولمحو أمية الحاسوب من خلال توفير بيئة تعليمية وتدريبية تفاعلية تجذب اهتمام الأفراد في عصر يتميز بالتطور المتسارع والتغير المستمر.

ويعتبر توظيف تقنية المعلومات والإنترنت في التدريب والتعليم من أهم مؤشرات تحول المجتمع إلى مجتمع معلوماتي، لأنه سيساهم في زيادة كفاءة وفعالية نظم التعليم، وفي نشر الوعي المعلوماتي، وبالتالي سيساهم في بناء الكوادر المعلوماتية التي تنشدها المجتمعات في العصر الحالي.

وتعد مواكبة التطورات المتلاحقة في تقنيات المعلومات والتعامل معها بكفاءة ومرونة من أهم التحديات التي تواجه الطالب العربي.

وليس بجديد القول إن كل تغيير مجتمعي، لا بد وأن يصحبه تغيير تربوي تعليمي، إلا أن الأمر- نتيجة للنقلة النوعية الحادة الناجمة عن تكنولوجيا المعلومات - لا يمكن وصفه بأقل من كونه ثورة شاملة في علاقة التربية بالمجتمع، وهناك عناصر أربعة مترابطة تفرز لنا المنظومة التعليمية مخرجات يمكنها إدارة المدن الذكية وهي:

أولاً: الطالب: وهو أهم عنصر في العملية التعليمية ومن أجله وجدت، فإذا استوعب الطالب كل الأهداف التربوية للبرنامج التعليمي تكون العملية التعليمية أدت مهمتها كما يجب وصلح بذلك المجتمع.

ثانياً: المعلم: يجب الاهتمام بهذا الركن مادياً ونفسياً وفكرياً وعلمياً وذلك لضمان الوصول إلى مخرجات تعليمية سليمة، وأول وأهم هذه المخرجات العنصر البشري "المتعلم".

ثالثاً: المناهج التعليمية: الحل الوحيد لهذا الركن لكي يؤتي ثماره هو أن يوضع بصورة منهجية وعلمية مقننة قائمة على حاجة الأمة، وعلى احتياجات سوق العمل، مع مراعاة قدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم، على أن يكون متماشياً مع التطورات العلمية التكنولوجية المتسارعة ومواكباً لها، خالياً من الحشو الكمي الذي لا جدوى منه.

 رابعاً: العوامل المؤثرة في العملية التعليمية: ويتمثل هذا العنصر أو الركن في الإمكانات المادية والبشرية التي يمكن من خلالها النهوض بالعملية التعليمية عامة، وبالمتعلم خاصة وهو "رأس المال البشري" الذي تقوم عليه التنمية في أي مجتمع. ومن هذه العوامل المؤثرة: المدارس، والأبنية التعليمية الحديثة المجهزة بأرقى وأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الكمبيوتر ومستلزماته، والإنترنت، والكوادر البشرية المؤهلة والمدرَّبة من مديرين وإداريين ومدرسين وغيرهم.

كيف ترى توظيف تكنولوجيا المعلومات في حل أزمات المدن الذكية؟

تقوم المدينة الذكية على فكرة توظيف التكنولوجيا لحل أزمات المدن، وتساهم الحلول المُبتكرة التي تُقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التخفيف من حدة مشكلات تلك المدن، مثل الاختناقات المرورية، وخلل نظام المواصلات العامة، وتلوث الهواء.

ما الصعوبات التي تواجه تكنولوجيا المعلومات في بناء مدينة ذكية، وكيفية التغلب عليها؟

لا ينبغي أن يُضطر سكان المدينة للتكيف مع مُتطلبات نظم تكنولوجيا المعلومات، بل يتعين على التكنولوجيا نفسها موافقة السياق الاجتماعي الأوسع كالحاجة إلى تطوير اقتصادي مُستدام للمناطق الحضرية، أو تطوير العلوم والفنون، أو توفير حماية أكثر فعالية للبيئة.

إلى أين ستصل تكنولوجيا المعلومات في بناء المدن الذكية؟

 ليس هناك سقف لتكنولوجيا المعلومات في بناء المدن الذكية، إذ تُعرف المدينة الذكية بأنها مدينة رقمية، أو إيكولوجية، تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة مرور ذكية تدار آلياً، وخدمات إدارة الأمن المتطورة، وأنظمة تسيير المباني، واستخدام التشغيل الآلي في المكاتب والمنازل، واستخدام عدّادات للفوترة والتقارير.

وقد اعتمد الاتحاد الدولي للاتصالات مدينة دبي كأول مدينة في العالم لتطبيق مؤشرات أداء المدن الذكية، والتي يتم من خلالها تقييم كفاءة واستدامة العمليات باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسة لاستدامة المدن الذكية، لتكون دبي بذلك مرجعاً عالمياً في هذا المجال.

دور الحلول المبتكرة التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات في الحد من المشكلات التي قد تواجه المدن الذكية؟

ليس هناك سقف للحلول المبتكرة التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات في الحد من المشكلات التي قد تواجه المدن الذكية. فلتكنولوجيا المعلومات حلول لا حصر لها في هذا المجال والعامل المهم هنا هو مدى قدرة الفكر البشري في استعمالها لإيجاد حلول مبتكرة في الحد من المشكلات التي قد تواجه المدن الذكية.

يعتبر تخصص تكنولوجيا المعلومات من أهم التخصصات الحديثة على الإطلاق، ما مدى الفرص الوظيفية المتاحة للطالب عند تخرجه؟

لقد غزت تكنولوجيا المعلومات كل أنشطة حياتنا اليومية ولهذا الغزو فوائده فإنه يفتح أبواب سوق العمل لطالب تكنولوجيا المعلومات على مصراعيه.

ما التقنيات الحديثة التي تستخدمها الجامعة في مجال تكنولوجيا المعلومات؟

Mobile Technology, Networks, IT architecture, Security Digital forensic and cloud computing

وما هي المهام الوظيفية التي يقوم بها الطالب المتخصص في تكنولوجيا المعلومات؟

Mobile Technology, Networks, IT architecture, Security Digital forensic and cloud computing

هل التكنولوجيا الذكية والروبوتات قد تقلل حجم العمالة خلال العقدين المقبلين؟

لا, بل بالعكس ستفتح التكنولوجيا الذكية والروبوتات فرص عمل جديدة ومتعددة.

التعليقات