انطلقت اليوم أعمال الجمعية العمومية الثامنة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في أبوظبي وتستمر يومين بمشاركة أكثر من 1100 ممثل حكومي من 153 بلداً ووزراء ومسؤولين.
ويُرسي هذا الاجتماع خططاً استراتيجية توجه عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة خلال السنوات الأربع المقبلة وذلك بما يضمن اضطلاعها بدورٍ ريادي في دفع مسيرة التحول بقطاع الطاقة العالمي، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
وتحدد الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة توجه عمل الوكالة خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى رسم خريطة طريق لنظام الطاقة في المستقبل الذي تسعى الوكالة لأن يكون خالياً من الكربون وبعيداً عن المركزية وقائماً على التكنولوجيا الرقمية.
وقال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه مع انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة، وتسارع وتيرة التقدم التكنولوجي، وانتشار هذه الطاقة في جميع أنحاء العالم، نجد أنفسنا مقبلين على مرحلةٍ جديدة في مسيرة التحول بقطاع الطاقة.. إذ تغدو الطاقة المتجددة محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن دورها البارز في معالجة مشكلة تغير المناخ والحد من تلوث الهواء.
ولفت إلى أن الوكالة تمثل الأسرة العالمية للطاقة المتجددة، وهي مستعدة لدفع عملية تحويل الطاقة اللازمة؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتغير المناخ المنصوص عليها في الاتفاقات العالمية التاريخية التي تم التوصل إليها في عام 2015.
وأضاف أمين خلال كلمته الافتتاحية أنه منذ وقت ليس ببعيد تم تكليف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بمهمة لتصبح صوتا للطاقة المتجددة لتعزيز حالتها التجارية، وبعد سبع سنوات في نهاية الدورة البرمجية 2016-2017 - ونهاية أول استراتيجية متوسطة الأجل لدينا - يمكننا أن نقول بثقة أن صوت مصادر الطاقة المتجددة قوي في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن خطة 2030 للتنمية المستدامة واتفاقية باريس حول تغير المناخ تضع الطاقة المتجددة في قلب الجهود العالمية لضمان مستقبل مزدهر وشامل للجميع وهذا له آثار بعيدة المدى بالنسبة لنا جميعا والتحول من نظام طاقة إلى آخر ليس بسيطا، ولا شك أن الأمر سيستغرق سنوات عديدة قبل أن يتحول النظام الحالي ولكن هذا التحول يتزايد ولا يمكن وقفه.
واستشهد بالبيانات المستمدة من أحدث تقرير لتكاليف توليد الطاقة المتجددة الذي صدر بالتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية واستنادا إلى قاعدة بيانات تحتوي الآن على أكثر من 15 الف مشروع تمثل نحو ألف جيجاواط من الطاقة في 147 بلدا يتبين أن تكلفة الكهرباء الكهروضوئية الشمسية على نطاق المرافق انخفضت بنسبة 73 في المائة منذ عام 2010، مع انخفاض أسعار قياسية في تشيلي والمكسيك وبيرو والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتبلغ 3 سنتات / كيلوواط في الساعة، ويجري حاليا تشغيل مشاريع الرياح البرية بشكل روتيني بمعدل 4 سنتات / كيلوواط في الساعة ويبلغ المتوسط العالمي 6 سنتات.
وأضاف أمين أن هناك اتجاه كبير للتحول التدريجي في قطاع الطاقة من الآليات القائمة على التعريفات إلى المزادات منوها انه في نهاية عام 2016 قد عقدت 67 دولة على الأقل هذه المزادات مقابل ستة فقط في عام 2005.
وتشير البيانات إلى أنه بحلول عام 2020 ستتنافس جميع تكنولوجيات توليد الطاقة المتجددة التي يتم تسويقها تجاريا حاليا مع المصادر التقليدية من خلال توليدها في حدود 3 إلى 10 سنتات / كيلوواط في الساعة .
وقال إن هناك اتجاها مماثلا وهو تقنيات تخزين البطاريات حيث انخفضت تكاليف بطارية السيارة الكهربائية بنسبة 73 في المائة بين عامي 2010 و 2016.. وهذه الاتجاهات مقترنة بالاتجاهات المماثلة في تخزين الطاقة المتجددة والتكنولوجيات الذكية تفتح مجموعة من الخيارات .
وأضاف أن تحليل اتجاهات الاستثمار يشير إلى أن منشآت الطاقة المتجددة قد تجاوزت منذ عام 2012 الطاقة المتجددة غير القابلة للتجديد من خلال هامش مرتفع.. وفي عام 2016 كانت تمثل 60 في المائة من الطاقة الجديدة لتوليد الطاقة في عام 2016 حيث أن 90 بالمائة من الاستثمارات جاءت من مصادر خاصة منها 40 بالمائة من مطوري المشاريع.
وأشار إلى أن انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على وجه الخصوص خفضت القيمة الإجمالية للاستثمار في الطاقة المتجددة حيث أن كل دولار من الاستثمارات يمول قدرات أكثر مما كان عليه في السنوات السابقة وتبين أحدث البيانات أنه في عام 2016 تمت إضافة 162 جيجاوات من الطاقة المتجددة الجديدة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8.8 في المائة وتجاوز 2000 جيجاوات من توليد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم وأبرزها أن نحو 70 في المائة من الزيادة في عام 2016 حدثت دول الجنوب حيث بلغت 58 في المائة في آسيا و 12.1 في المائة في أفريقيا تضاعف مقارنة مع النمو في عام 2015.. مضيفا إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمناخ يتطلب تحولا جذرياً في الطريقة التي ننتج بها ونوزع ونستهلك الطاقة.
ومنذ عام 2013 تم استثمار أكثر من تريليون دولار في مصادر الطاقة المتجددة عالمياً واليوم بات يوفر هذا القطاع حوالي 10 ملايين فرصة عمل في جميع أنحاء العالم. ومع سعي العديد من الدول والمدن والشركات إلى دفع عجلة التحول نحو نظام طاقة منخفض الكربون تعمل الجمعية على تقييم التقدم المحرز في مساعي نشر مصادر الطاقة المتجددة وإزالة الكربون من نظام الكهرباء وقطاعات الاستخدام النهائي مثل التدفئة والتبريد والنقل.
من جانبها قالت رئيس الجمعية العمومية معالي كارولينا كوس وزير الصناعة والطاقة والتعدين في الأورغواي: تتشرف الأورغواي برئاسة الدورة الثامنة لاجتماع الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة هذه المنظمة التي لعبت دوراً محورياً في الترويج لتقنيات الطاقة المتجددة حول العالم وتعد تجربة الأورغواي دليلاً ملموساً على إمكانية دمج مصادر الطاقة المتنوعة بنجاح ضمن مزيج الطاقة.
وأضافت كوس ان الاورغواي تمكنت حتى العام الماضي من توليد 97% من الكهرباء التي تحتاجها من مصادر متجددة - منها 35% من طاقة الرياح وما يزيد على 60% من المزيج الأساسي للطاقة الذي يرتكز تحديداً على استخدام الوقود الحيوي.. وهذا هو العام الخامس الذي تستغني فيه الاورغواي عن استيراد الطاقة فضلاً عن زيادة صادراتها إلى البلدان المجاورة..ولفتت الى ان التحدي التالي يكمن في تطوير شبكة نقل الكهرباء منوهة أن الأورغواي مستعدة لتكون المنصة الإقليمية القادمة لتطوير وتطبيق هذه التكنولوجيا.
وتم خلال الاجتماع إطلاق تقرير "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" حول تكاليف توليد الطاقة المتجددة وهو يرصد مستوى انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة ودخولها مرحلة القدرة التنافسية استناداً إلى حالتها التجارية القوية إضافة إلى إطلاق اللجنة العالمية المعنية بالجغرافيا السياسية لتحول قطاع الطاقة والتي ستدرس تأثير الانتشار المتنامي لمصادر الطاقة المتجددة على الديناميكيات الجيوسياسية.
و تنظم "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" معرضاً فنياً فريداً بعنوان "رؤى الاستدامة" ويشارك الفنان الشهير بيل فونتانا في المعرض بأعمال فنية من الوسائط المتعددة تم تصميمها خصيصاً لهذا الحدث وتدور حول موضوع الاستدامة بالإضافة إلى مشاركة الباحث في شؤون الاستدامة ويليام ماكدونو وقائد طيارة "سولار إمبلس" برتراند بيكارد لاستعراض وجهات نظرهم حول بناء مستقبل مستدام.
التعليقات