في أول عمل روائي له، يخلق الكاتب الفلسطيني محمود حبوش شخصية جديدة كلياً لإنسان ولد بلا قدرة على الشعور؛ شخصية شديدة العقلانية إلا أنها منافية في تكوينها لأي استنتاجات منطقية حول الطبيعة البشرية. فبطل روايته لا يضحك ولا يبكي ويخلو قلبه من المشاعر التي يختبرها عامة البشر؛ من حزن وفرح وخوف وغضب.
سطّر الكاتب روايته بلغة توحي بأنها جاءت من عصر آخر، في حدود القرن الرابع عشر الميلادي. وكي يعزز الإحساس بقِدَم النص، يبدأه بتمهيد، تحت ترويسة "مقدمة المحقق"، يقول فيه إنه وقع على مخطوط نفيس قام بتحقيقه تحقيقاً غير تقليدي، علماً بأن النص بكامله هو من ابتداع مخيلته. والرواية مدينة في بنيتها لتاريخ طويل من السرد العربي المتمثل في أعمال خالدة كألف ليلة وليلة وقصة حي بن يقظان للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل.
يولد "الفتى الذي لا يضحك" في قرية صغيرة في الساحل الفلسطيني، وتعرض الرواية لجزء من حياته وسير الأقدار به ليصبح عالماً كبيراً في بلاط أمير حلب. وخلال رحلته هذه، يتعرف القارئ على دواخل نفس الفتى الذي لا اسم له، ونظرته إلى الحياة والدين، ومكان الإنسان في هذا العالم، إضافة إلى طبيعة علاقته بالمرأة.
يقول الكاتب: "استخدمت النص كوسيلة للتعبير عن بعض قناعاتي بما في ذلك أهمية إعمال العقل في زمن يُلقي فيه التطرف بظلاله العنيفة على المنطقة العربية. فالرواية تبين بشكل أو بآخر بأنه يمكننا الوصول إلى حالة من التسامح، والتعاطف مع الآخرين، وحتى الحب من خلال إعمال العقل. إنّ المنطقة بحاجة إلى مثل هذا الخطاب المعتدل لمواجهة العقائد المتطرفة وانعكاساتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية."
والكاتب هو صحفي فلسطيني يعمل في الإمارات العربية المتحدة مع واحدة من الوكالات الإخبارية العالمية. واقتصرت تجربته في الكتابة قبل ذلك على المقالات والقصص وبعض الشعر، وينشر جزءاً منها في موقعه على الإنترنت.
التعليقات