تعهدت المعارضة التركية بإعطاء الأولوية للدبلوماسية وإصلاح الفوضى التي اصابت السياسة الخارجية للبلاد في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان وذلك حال فازت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر لها الشهر المقبل. وقالت في وثيقتها التي قدمتها للرأي العام إن سياستها الخارجية ستستند إلى مقولة أتاتورك ( مؤسس الجمهورية ) "السلام في الداخل ، السلام في العالم" وستلتزم بالقيم العالمية والقانون الدولي بعيدًا عن الاعتبارات الإيديولوجية. وأشارت الوثيقة إلي إن وزارة الخارجية - التي فقدت الكثير من نفوذها ــ أصبحت ذات طابع شخصي وأن أردوغان حولها إلى علاقة حزبية سيتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها واستعادة دورها المركزي ، في السياسة وصنع القرار ، مما يشير إلى نهاية تعيين الأفراد غير المهنيين في مناصب السفراء وغيرها من المواقع الدبلوماسية. وتؤيد المعارضة طلب تركيا الحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي وتتعهد باحترام جميع أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. بالنسبة لحلف شمال الأطلسي ، شدد كمال كيلتش دار أوغلو زعيم الشعب الجمهوري والمرشح لمنصب الرئيس أن "الناتو له أهمية حاسمة لأمننا القومي من حيث الردع الذي يوفره وسنحافظ على مساهماتنا فيه على أساس عقلاني وبما يتماشى مع مصالحنا الوطنية وسيتم تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة مؤسسياً على أساس الثقة المتبادلة وفهم الحوار بين أنداد. وبذل كل الجهود لإعادة تركيا إلى برنامج مقاتلات F-35 ، متجاهلا منظومة الدفاع الجوي S-400 التي اشترتها حكومة أردوغان من روسيا وعارضتها واشنطن بشدة ، وفي الوقت تعهد بالحفاظ على العلاقات مع روسيا ، انطلاقا من "حوار متوازن وبناء على المستوى المؤسسي" وفيما يتعلق باليونان ، أكد كيلتش دار أوغلو مواصلة الاطر الدبلوماسية والحوار لإيجاد حلول عادلة للمشاكل الثنائية ، مشددا علي أن بلاده لن تقدم أي تنازلات بشأن المصالح الوطنية لتركيا ولن تسمح بأي تطور قد يضر بحقوقها السيادية في بحر إيجة. وحول خلافات التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط ، لفت كيلتش دار أوغلو إلي ضرورة التركيز علي المفاوضات متعددة الأطراف للبحث عن حلول للخلافات بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية وضمان تقاسم عادل للموارد ورغم تعهده بتعزيز الاواصر مع أذربيجان إلا أنه أكد علي المضي قدما في إصلاح العلاقات مع أرمينيا. وعن الملف السوري شدد علي "العودة الآمنة" للاجئين السوريين في أسرع وقت ممكن واحترام وحدة أراضي وسيادة جميع دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، لكنه لا يرقى إلى رسم خريطة طريق للتطبيع مع دمشق متعهدا بـ "اتصالات وحوار مكثف" مع دمشق وممثلي المعارضة ، باستثناء الجماعات المسلحة ، للمساعدة في جهود السلام بسوريا دون أن يشير إلي كيفية التعامل مع الجماعات المتمردة المسلحة التي تدعمها أنقرة. وفي برنامجه الانتخابي غابت ليبيا وكان كيليتش دار أوغلو سبق وحث حكومة العدالة والتنمية على "إبعاد الجنود الأتراك عن الصحاري الليبية" ودعا بدلاً من ذلك إلى إرسال بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وصوت حزبه وحليفه الخير ضد تفويض برلماني بالانتشار العسكري التركي في ليبيا عام 2020 ، على الرغم من أن كلا الطرفين أيد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها أنقرة مع حكومة طرابلس في عام 2019. وفي أكتوبر 2021 ، صوت حزب الشعب الجمهوري ضد تمديد ولاية الحكومة للعمل العسكري في سوريا والعراق لمدة عامين ، بينما أيد حزب الخير الاقتراح.
التعليقات