لحسن حظى قادتنى الظروف إلى أحد المساجد يوم الجمعة الماضى لأستمع إلى خطيب «منفتح» يدعو إلى التقدم، ويحارب التخلف والعادات السلبية فى المجتمع.
ركز خطيب الجمعة على قضيتين مهمتين وهما من أخطر القضايا لأى مجتمع، وفى اعتقادى أنهما سر تقدم الأمم والشعوب، حيث نجح المسلمون فى سيادة العالم، حينما كانوا يعملون بهما، وفشلوا الآن بعد أن أهملوهما وتناسوهما.
القضية الأولى ذكرها حينما تحدث عن مشاركة النبى (صلى الله عليه وسلم) فى تشييع جنازة أحد الصحابة، وحينما شاهد مكان الدفن غير مستو، ويحتاج إلى تسوية تدخل وطلب ذلك، واستغرب الصحابة، لأن الموضوع كله يتعلق «بدفن ميت» لن يقلقه استواء المكان أو وجود بعض مخلفات الحفر، فكان رد النبى (صلى الله عليه وسلم) قاطعا وحازما حينما قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» صدق رسول الله.
السؤال: من يتقن عمله الآن من الحرفيين والمهنيين والأطباء والمهندسين والصناع والعمال، وكل الفئات؟!.
الغرب نجح لأنه يتقن العمل فى كل شيء وفى كل المجالات، كما كان المسلمون الأوائل يفعلون، أما نحن فقد تراجعنا بشكل مخيف، لأننا اتجهنا إلى الشكليات وتركنا الإتقان والاجتهاد فى كل المجالات.
عدم الإتقان هو سر التخلف، والفهلوة التى أصبحت سائدة فى كل شيء شاهدة على ذلك، وللأسف ينخرط رجال الدين فى أشياء أخرى أقل أهمية من القضايا الحياتية التى يجب التركيز عليها.
القضية الثانية التى ذكرها خطيب المسجد حينما رفض النبى طلب متسول صدقة ونصحه بالعمل وجمع الحطب وساعده فى ذلك وتحول إلى منتج، وحينما صافحه النبى بعد ذلك ويده خشنة الملمس قال له: «هذه يد يحبها الله ورسوله» لتأكيد قيمة العمل والاجتهاد والمثابرة بعيدا عن التواكل والإحباط والاستسهال.
أتمنى أن يقوم د.أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالاهتمام بتلك القضايا الدينية والحياتية المهمة على منابر المساجد فى خطبة الجمعة، وهى التى يستمع إليها الملايين أسبوعيا ويتأثرون بها، لتواكب احتياجات المجتمع فى العمل والاجتهاد والتقدم والنهوض.
التعليقات