اللحظات الأخيرة

اللحظات الأخيرة

عبدالمحسن سلامة

جهود مصرية ــ قطرية مكثفة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بعد محاولة إسرائيل التهرب من استحقاقاتها بشأن المساعدات والبيوت الجاهزة المتنقلة، وتصريحات حماس بعدم الالتزام بجدول الإفراج عن الأسرى الذى من المقرر أن يتم تنفيذه غدا.

إسرائيل تستثمر وجود الرئيس الأمريكى ترامب، وتصريحاته «المنفلته»، و«العشوائية»، حول جحيم غزة، وتهجير سكانها، و«الريفيرا الجديدة»، وغيرها من تلك التصريحات، وبدأت على الفور تتلاعب باتفاق وقف إطلاق النار، وتعطل خطواته وما تم الاتفاق بشأنه، خاصة ما يتعلق ببدء التفاوض حول المرحلة الثانية، وكذلك تعطيل إدخال المساعدات الضرورية للقطاع من خيام ومنازل متنقلة، وغيرها من الاحتياجات الأساسية للمعيشة فى المناطق التى دمرتها إسرائيل.

مصر وقطر تقومان بجهود حثيثة لإنقاذ وقف إطلاق النار وتنفيذه بشكل متوازن، بما يؤدى إلى تحقيق كل الأهداف، وأعتقد أنهما سوف تنجحان فى ذلك.

المشكلة الآن فى إسرائيل وضغوطها المستمرة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار كعادتها فى كل السوابق، كما فعلت فى لبنان، وتفعل الآن فى الضفة الغربية.

تحاول إسرائيل التهرب من استحقاقاتها فى صفقة وقف إطلاق النار حتى لا تصل إلى المرحلة الثالثة الخاصة بإعادة إعمار غزة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

هذه هى النقطة الأساسية الآن خاصة بعد تصريحات الرئيس ترامب بشأن مستقبل غزة.

المرحلة الثالثة تنصب على إعادة الإعمار، ووقف نهائى لإطلاق النار، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر 2023.

الوصول إلى هذه النقطة يحتاج إلى جهد عربى مكثف، ورؤية واضحة، ودعم دولى قوى فى ظل المواقف الجديدة للإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس ترامب.

ليس معنى ذلك أن بايدن كان أفضل من ترامب لأن بايدن هو الذى «أوصل» المنطقة إلى ماهى فيه الآن بعد رعايته التامة ودعمه المطلق لإسرائيل طوال 15 شهرا من الحرب، فى حين كان يمكنه أن يوقف تلك الحرب فى أسبوعها الأول أو شهرها الأول على أقصى تقدير.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات