فى وداع البابا

فى وداع البابا

عبدالمحسن سلامة

بعد حياة حافلة، أعلن الفاتيكان أمس الاثنين، وفاة البابا فرنسيس بعد تدهور حالته الصحية.

البابا فرنسيس هو نموذج لرجل الدين الذى يدعو إلى السلام، وظل طوال حياته داعيا مخلصا للسلام فى كل مناطق العالم، وقد أطلق عدة دعوات لإسكات الأسلحة فى العالم، وطالب بإحلال السلام فى كل مناطق العالم المتوترة.

ندد بالوضع الإنسانى الخطير جدا فى غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين فى العديد من المناسبات.

كانت رسالته الأخيرة إلى العالم مفعمة بمشاعر المحبة والسلام، وطالب بإنهاء الصراعات المسلحة فى غزة وأوكرانيا، وكل مناطق الصراعات الملتهبة فى العالم.

من بين أبرز إنجازات البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية، التى قام بتوقيعها مع الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وتأسيس اللجنة العليا للأخوة الإنسانية فى 4 فبراير عام 2019.

تهدف اللجنة إلى تعزيز قيم الأخوة الإنسانية بغرض تعزيز قيم السلام والمحبة بين الأفراد والمنظمات والأمم، ووضع هذه القيم موضع التنفيذ، وتمكين الفئات المستضعفة من التعايش، ومساندة المجتمعات الضعيفة لتحقيق مستقبل أكثر سلاما وعدلا.

وفاة البابا فرنسيس تزامنت مع احتفالات المسيحيين بعيد القيامة المجيد، وهو ما يجعل من وفاته ذكرى عميقة فى نفوس المسيحيين جميعا.

هناك فرق ضخم بين رجل الدين المحب، والمتسامح، والداعى إلى التعايش والسلام والمحبة مثل البابا فرنسيس، والإمام الجليل أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الارثوذكسية، وبين غيرهم ممن يدعون إلى القتل والتخريب، ويباركون مشاهدة الإبادة الجماعية، وقتل النساء والأطفال والشيوخ.

رحم الله البابا فرنسيس نموذجا للسلام والمحبة بين البشر جميعا.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات