استكمالا لمقال أمس حول أضاحى المغرب، وما قررته المملكة المغربية من عدم ذبح الأضاحى هذا العام، مراعاة للظروف المناخية السيئة هناك، وانتشار الجفاف بشكل غير مسبوق، فقد تذكرت غزة وما يحدث فيها من جوع مدمر وغير مسبوق نتيجة الحصار الجائر والظالم الذى تفرضه قوات الجيش الإسرائيلى فى أكبر عملية إبادة جماعية فى العصر الحديث.
كنت أتمنى أن يقوم كل المسلمين فى جميع أنحاء العالم بتوجيه أضحياتهم أو ما يعادل قيمتها إلى أهالى غزة المحاصرين والجائعين.
ما يحدث فى غزة غير مسبوق من عمليات إبادة وتجويع، حيث تستخدم إسرائيل التجويع كسلاح أساسى فى حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وأعتقد أن أبسط رد شعبى من العالم الإسلامى هو توجيه الأضاحى من كل بقاع الدنيا إلى قطاع غزة، أو التبرع بمقابلها المادى لمصلحة شعب غزة.
تخيلوا لو تم توجيه الأضاحى من المسلمين من كل مكان فى العالم سواء دولا إسلامية أو غير إسلامية لهذا الغرض الإنسانى النبيل.
لست عالما دينيا أو واعظا، لكن صرخة إنسانية لإعلان التضامن الشعبى مع أهالى غزة «الجائعين» و«الهائمين» على وجوههم لأجل كسرة خبر أو وجبة ساخنة أو جافة.
لم يعد لأهالى غزة طموح فى التعليم أو العمل أو الأمن، أو حتى الصحة، كل هدفهم الآن الحصول على وجبات طعام تكفيهم ليوم أو يومين، وتلبى صراخ أطفالهم الجوعى والمرضي.
توجيه الأضاحى أو مقابلها المادى إلى أهالى غزة عمل إنسانى ودينى عظيم لأن هناك أكثر من مليونى مواطن فلسطينى يتعرضون لأكبر عملية إبادة جماعية فى التاريخ الإنسانى المعاصر.
أتمنى أن تبادر الجمعيات والمؤسسات وبنوك الطعام الخيرية فى مصر والعالمين العربى والإسلامى بتبنى تلك المبادرة حتى لو كان ذلك بشكل جزئى ومازال فى الوقت بقية لتحقيق ذلك.
التعليقات