أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، على تقديم مختلف أوجه العون والدعم للأشقاء والضيوف الأعزاء من أبناء الشعب السوداني، الذين أتوا إلى مصر هربا من ويلات الحرب، حيث فتحت مصر أبوابها للأشقاء السودانيين ليس تفضلا ولا مناً، وإنما من منطلق واجب الأخ تجاه أخيه، بناء على توجيهات واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفيا عقده مدبولي، اليوم الخميس؛ بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع نظيره السوداني، الدكتور كامل الطيب إدريس، وذلك عقب انتهاء جلسة المباحثات الموسّعة بين الجانبين.
وحضر المؤتمر الصحفي المشترك من الجانب المصري، شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ومن الجانب السوداني، عمر صديق، وزير الخارجية، و خالد اسماعيل أحمد، وزير الثقافة والإعلام والسياحة، والفريق أول/ عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان بالقاهرة، وعدد من كبار المسئولين.
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي، في مستهل كلمته، بالدكتور كامل الطيب إدريس، والوفد المرافق له، في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً أن هذه الزيارة هي زيارة عزيزة جدا على مصر، معرباً عن أمله أن تتكرر كثيرا في الفترة المقبلة.
وأعرب رئيس الوزراء عن بالغ التقدير لكون مصر أول دولة يختارها رئيس الوزراء السوداني لزيارتها عقب توليه مهام منصبه، لافتا إلى أن ذلك يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والحرص المشترك على الوصول بها إلى آفاق أرحب، كما تعكس أيضا تقدير السودان الشقيق للجهد الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار المنشود في السودان.
وقال رئيس الوزراء خلال كلمته: "إننا نتألم ونشعر بالأسف الشديد للحرب في السودان الشقيق؛ فنحن والسودان كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فالعلاقة بين مصر والسودان هي علاقة تاريخية ضاربة بجذورها عبر التاريخ في ظل الوحدة التي تجمع أبناء وادي النيل".
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في استعادة السودان الشقيق للأمن والاستقرار، وخروجه من محنته الحالية في أسرع وقت حرصاً على حياة الأبرياء، ورفعا للمعاناة عن كاهل الشعب السوداني الشقيق، وحماية لمقدراته، وحفاظا على وحدته وسلامة أراضيه واستقلاله، مؤكداً الرفض بشكل قاطع لأي مساس بها تحت أي مسمى وتحت أي ظرف.
ولفت رئيس الوزراء إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ اندلاع الحرب في السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك من خلال المشاركة في مختلف المبادرات المعنية بالسودان الرامية لإنهاء الحرب، انطلاقاً من أن الاستقرار في السودان هو هدف ينبغي علينا جميعا السعي للوصول إليه وتحقيقه، مؤكداً أن هذا الهدف يكتسب أهمية بالغة للحفاظ على السلم والأمن في القارة الأفريقية ككل.
ونوه رئيس الوزراء إلى مشاركته اليوم مع الدكتور كامل الطيب إدريس في جلسة مباحثات موسعة ضمت أعضاء وفدي البلدين، موضحاً أنه تم خلالها بحث مختلف أوجه العلاقات بين مصر والسودان، وسبل الارتقاء بها بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين، ويعظم من مصالحهما المشتركة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم الاتفاق خلال جلسة المباحثات الموسعة على دفع أطر التعاون الثنائي من خلال تفعيل آليات التشاور والتنسيق المشترك على كافة المستويات، والتأكيد على ضرورة عقد اللجان المشتركة على أن تقوم الجهات المعنية في البلدين بتحديد التوقيتات المناسبة في هذا الشأن.
التعليقات