لسان كامل!

من المهم تسليط الضوء على النماذج الناجحة، وتقديرها، وتكريمها بما تستحق لتكون نموذجاً للآخرين، وقوة دفع إضافية للنجاح والتميز فى مختلف المجالات. استوقفنى ما حدث فى مستشفى سوهاج الجامعى فى الأسبوع الماضي، وقيام فريق طبى متخصص فى جراحة الوجه والفكين بإجراء عملية جراحية دقيقة لمريض، وزراعة لسان كامل له، بعد أن تم استئصال اللسان بسبب ورم سرطاني.

عملية معقدة، وشاقة، لكن الفريق الطبى المتميز نجح فى القيام بها بكل كفاءة، واقتدار، والأهم أن تلك العملية المعقدة تم إجراؤها فى مستشفى سوهاج الجامعى بمحافظة سوهاج وهو مستشفى جامعي، وليس مستشفى استثماريا، ويتم إجراء العمليات الجراحية، والعلاج به بالمجان أو بأقل تكلفة ممكنة، كما أنه مستشفى يقبع فى صعيد مصر «الجواني»، وليس فى قلب العاصمة أو بالقرب منها.

لم ينظر الفريق الطبى إلى العائد المادي، لكنه مارس الطب باحترافية وإنسانية معاً دون حسابات أخرى، وهذا هو حال العديد من المستشفيات الجامعية فى كل أنحاء مصر. المستشفيات الجامعية تقوم بدور هائل فى علاج المرضى غير القادرين، وتفتح قلبها وعقلها دون تمييز رغم الإمكانيات المحدودة لتلك المستشفيات. تمتلك المستشفيات الجامعية أطقم أطباء على أعلى مستوى، والمعروف أن الأطباء المصريين من أفضل الأطباء على مستوى العالم إذا توافرت لهم الإمكانيات اللازمة، وبيئة العمل المناسبة، لكن تظل المشكله فى الإمكانيات المحدودة والموارد الشحيحة.

من هنا أتمنى أن يتم تكريم الفريق الطبى لمستشفى سوهاج الجامعى الذى نشر قصته الزميل الصحفى الدءوب بلال عبد العظيم بمكتب الأهرام فى سوهاج فى الصفحة الأولى من صحيفة الأهرام فى الأسبوع الماضى فى لفتة صحفية ذكية ومتميزة من صحيفة الأهرام ورئيس تحريرها الصديق ماجد منير .

يستحق الفريق الطبى التكريم والتقدير من جانب د. خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، ود. أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، لما لذلك من مردود إيجابى ضخم لكل الأطقم الطبية فى المستشفيات الجامعية والعامة على السواء.

مصر ولّادة دائما لكل الكفاءات الطبية والعلمية والمهم أن ندعم تلك الكفاءات، ونوفر بيئة العمل المناسبة لهم، من أجل فتح باب الأمل والنجاح أمام الآخرين فى مختلف المجالات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات