احتقار كل ماهو عربى!

احتقار كل ماهو عربى!

عبدالمحسن سلامة

لا أعتقد أن تصرف المبعوث الأمريكى توم باراك مع الصحفيين فى لبنان حينما وصفهم بأنهم «فوضويون وحيوانات» هو مجرد تصرف لحظى وانفعالي، وإنما هو يعبر بجلاء عن عقل باطن يحتقر كل ما هو عربي، لا فرق فى ذلك بين لبنانى أو فلسطينى أو أى جنسية أخرى.

عقل اليمين الإرهابى المتطرف فى أمريكا وإسرائيل واحد، عبر عنه قبل ذلك جالانت وزير الحرب الإسرائيلى السابق حينما شبه الفلسطينيين بالحيوانات مطالباً بقتلهم، وهو التشبيه نفسه الذى أطلقه ولا يزال يطلقه الوزير الإرهابى بن غفير الوزير المسئول فى الحكومة الإسرائيلية عن ملف الأمن الداخلى ووزارة الداخلية، وكذلك سموتريتش وزير المالية.

المؤكد أن وصف المبعوث الأمريكى إلى لبنان توم باراك جاء فى هذا السياق، حيث يرى اليمين الأمريكى المتطرف الحاكم فى أمريكا الآن كل ما هو عربى بأنهم مجرد حيوانات، ويجب قتلهم بدم بارد دون خشية ردات الفعل.

للأسف الشديد يتعامل العالم العربى باستهانة بالغة مع تصرفات إسرائيل وأمريكا هذه الأيام متوهمين عدم تصديق ما يطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو وأعضاء حكومته الإرهابية عن «وأد» فكرة حل الدولتين نهائياً، والبدء فى مشروع إسرائيل الكبرى.

أعتقد أن إسرائيل الكبرى سوف تكون بمثابة العصا والجزرة للدول الواقعة ضمن خريطتها خلال المرحلة المقبلة حيث سوف تتكفل أمريكا وحليفتها إسرائيل بالتأكيد لكل دولة من الدول الواقعة ضمن خريطة إسرائيل الكبرى أنها ليست هى المقصودة، بل أنها صاحبة مصلحة اقتصادية وسياسية كبرى فى إسرائيل الكبرى، والشرق الأوسط الجديد والكبير، من أجل أن تدعم كل دولة من تلك الدول ذلك المشروع الكارثى الرهيب، لتجد هذه الدول الواقعة فى خريطة إسرائيل الكبرى نفسها بعد ذلك هدفاً للاستعمار والتخريب واحدة تلو أخرى.

تدمير غزة، واحتلال الضفة، وإنهاء مشروع حل الدولتين هو بداية إسرائيل الكبرى الذى هو ترجمة عملية لأفكار اليمين المتطرف الأمريكى والإسرائيلى بشأن احتقار العرب جميعهم وأنهم «فوضويون وحيوانات» كما وصفهم توم باراك فى قصر بعبداً فى لبنان، وكما يؤكد ذلك كل يوم وزراء حكومة إسرائيل النازية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات