العيد «الغائب»!

العيد «الغائب»!

عبدالمحسن سلامة

أمس كان هو عيد الفلاح المصرى الذى أنطلق فى 9 سبتمبر 1952، حينما صدر قانون الإصلاح الزراعى الذى كان أهم مكتسبات ثورة 23 يوليو، والذى أعطى الفلاح المصرى الحق فى تملك الأرض بعد أن كان أجيرا لها.

أقام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أول حفل لتوزيع عقود أراضى الإصلاح الزراعى فى قرية الزعفرانة بمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ عام 1957 حينما قام بتوزيع 20 ألفا فدان على نحو 8 آلاف مستفيد.

فى 9 سبتمبر أيضا عام 1881 كانت وقفة الفلاح المصرى الأصيل الزعيم أحمد عرابى أمام الخديو توفيق فى قصر عابدين وقد اصطف خلفه فلاحو مصر، ليطلق أمام الخديو قولته المشهورة: «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا، ولم نخلق تراثا أو عقارا، ولن نستعبد بعد اليوم».

لكل هذا تأتى أهمية هذا اليوم التاريخى العظيم ليحيى فى نفوس المصريين القيم النبيلة، ويسلط الضوء على مهنة من أقدس المهن وأشرفها وهى مهنة الزراعة التى كانت الدرع والسند ومصدر القوة والثراء لمصر طوال تاريخها الممتد عبر آلاف السنين.

لفت انتباهى فى تلك الذكرى العظيمة ما قامت به الزميلة المتميزة هند السعيد من جهد رائع فى الملف الصحفى الشامل الذى نشرته صحيفة الأهرام أمس ألاول الاثنين على صفحتها السابعة بعنوان «فأس وبذرة» الذى أكدت فيه أن الفلاح المصرى كان ــ ولايزال ــ حارس الأرض الأمين وجندى الوطن الصامت المخلص.

لحسن الحظ لدينا وزير زراعة كفء و متميز يعمل بكل دأب وتفان فى تطوير ملف الزراعة بوصفه أحد الملفات الاستراتيجية المهمة للدولة المصرية، فهو يعمل ليل نهار على تطوير قطاع الزراعة وتحديثه، وحل مشاكله المتراكمة، فى إطار سياسة التمكين الشامل للمزارع، من خلال تطوير أدواته للوصول إلى فلاح متمكن فى كل المجالات المعرفية والتكنولوجية والاقتصادية.

لايجوز على الاطلاق أن يكون عيد الفلاح هو العيد «الغائب» فى ظل ما تشهده الدولة المصرية من ثورة زراعية غير مسبوقة، يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يستهدف استصلاح واستزراع 4 ملايين فدان، لتكون هذه الإضافة هى الإضافة الأكبر والأضخم فى تاريخ الدولة المصرية منذ عصر محمد على.

أتمنى أن يتحول عيد الفلاح إلى يوم وطنى يتم فيه استعراض حجم الإنجازات فى هذا القطاع، ومناقشة كل مشكلات المزارعين بجدية، ووضع رؤية استراتيجية لكل ما يخص هذا القطاع الحيوى فى مختلف المجالات .

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات