إعادة تشكيل الخليج!

إعادة تشكيل الخليج!

عبدالمحسن سلامة

انتهت القمة أمس بما لها، وما عليها، وفى كل الأحوال فقد كان انعقادها ضرورة على الأقل من حيث «الشكل»، أما المضمون فهذا شأن آخر.

أعتقد أن ما بعد القمة هو "الأهم"، لأن الأفعال أهم من الأقوال، والخطورة أصبحت ظاهرة، و«اللعب الآن على المكشوف» كما يقولون، ولم تعد إسرائيل تلتزم بأدنى درجات الدبلوماسية، أو اللياقة، وأصبحت "الوقاحة" سلوكا ومنهجا إسرائيليا بدءا من رئيس الوزراء الإرهابى العنصرى بنيامين نيتانياهو ووزيريه بن غفير وسموتريتش.

رئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن تساءل بعد الضربة الإسرائيلية: هل يريد نيتانياهو إعادة تشكيل الخليج، كما يريد إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟.

الضربة الإسرائيلية لدولة قطر الشقيقة غادرة وجبانة، لكنها يمكن أن تكون جرس إنذار قوى وخطيرًا للعالم العربى كله بشكل عام، ومنطقة الخليج بشكل خاص، مما يستدعى عملا حقيقيا خلال المرحلة المقبلة لتفادى تداعيات ما تخطط له إسرائيل، وما تريده من إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج، ومخطط إسرائيل الكبرى.

المهووسون، والإرهابيون، يحكمون إسرائيل الآن، وهم مشغولون بأفكار إرهابية عنصرية تستند إلى تخاريف دينية مثلهم فى ذلك مثل كل الإرهابيين والمتطرفين من كل الأديان، فهم ليس لهم علاقة بالدين أصلاً لكنهم يتحركون بدوافع عنصرية متطرفة يساندهم فى ذلك الرئيس الأمريكى ترامب بأفكاره العنصرية اليمينية المتطرفة.

من هنا فلابد أن تكون هناك إعادة نظر سريعة وعاجلة حول مستقبل الاتفاقيات الإبراهيمية التى هى عبارة عن سلام بلا ثمن، وسلام بلا أهداف سوى حماية ودعم مخططات إسرائيل الإرهابية فى المنطقة.

أعتقد أن دول الخليج مطالبة بإعادة النظر فى مستوى العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وليس معقولاً أن تأخذ أمريكا كل ما تريد، ولا تقدم شيئاً فى المقابل، وفى الوقت الذى قامت فيه إسرائيل بالعدوان على قطر، قام وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو بزيارة دعم ومساندة لإسرائيل فى مشهد يتسم بالوقاحة والفجاجة.

هناك خيارات كثيرة لا تزال متاحة أمام العالم العربى خاصة ما يتعلق بالخيارات الاقتصادية والسياسية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات