بعد 108 أعوام من وعد بلفور المشئوم يصحح كير ستارمر خطيئة دولته التى أعطت من لا يستحق، وهى من لا تملك، لكنها استغلت وضعها الاستعمارى البغيض، واحتلالها للأراضى الفلسطينية، وأصدر وزير خارجيتها آرثر بلفور بياناً لدعم الحركة الصهيونية، يدعم فيه تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين عام 1917، مما فتح باب الهجرة اليهودية إلى الأراضى الفلسطينية، وأدى فى النهاية إلى قيام دولة الكيان الصهيونى عام 1948.
أمس أعلن كير ستارمر رئيس الوزراء البريطانى فى كلمة مصورة أن المملكة المتحدة قررت الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين.
الإعلان البريطانى جاء بالتزامن مع إعلان اعتراف دولتى كندا وأستراليا بدولة فلسطين، وهما الدولتان اللتان تعدان ضمن رابطة دول "الكومنولث" المرتبطة تاريخياً بالعرش البريطاني.
ميزة الدول الثلاث أنها ترتبط بروابط تاريخية وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية سياسياً واقتصادياً، ودائماً تتطابق سياسات هذه الدول مع السياسة الأمريكية حرفياً، ومعنى خروج هذه الدول تحديداً من عباءة السياسة الأمريكية، فهذا يعنى ظهور ضوء ولو خافتا فى نهاية النفق الإسرائيلى المظلم.
فقد نتنياهو صوابه، وهدد وتوعد، وأشار إلى أن رده سوف يكون بعد عودته من أمريكا، والمؤكد أنه لن يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة ضد هذه الدول أو غيرها، وإنما سوف يبدأ سلسلة من ضم الأراضى الفلسطينية إلى إسرائيل فى خطوات ليس لها معنى قانوني، لأن إسرائيل تحتل كامل الأراضى الفلسطينية فعلياً، وعليها أن تغادرها إذا أرادت العيش بسلام، حتى لو استمر احتلالها عشرات أو مئات السنين، فالاحتلال لايكتسب صفة قانونية مهما كانت مدته.
أعتقد أن النازيين الجدد فى إسرائيل سوف يفقدون صوابهم جميعاً، وسوف يلجأون إلى كل الأساليب النازية والفاشية لإرهاب الشعب الفلسطينى وتهجيره وإبادته.
من المهم الآن أن تكون هناك خطوات تالية فى محاصرة إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وفى تلك الحالة سوف تتخلى أمريكا عن إسرائيل بعد أن تتحول إلى عبء ثقيل يرهق كاهلها سياسياً واقتصادياً واخلاقياً خلال المرحلة المقبلة.
التعليقات