المدارس تصرخ ولا مجيب!

المدارس تصرخ ولا مجيب!

عبدالمحسن سلامة

«ربوا أبناءكم».. حيث أصبحت المدرسة تتحمل فوق طاقتها، نتيجة فقدان قيم الاحترام، والانضباط، والمسئولية، والحد الأدنى من القيم الأخلاقية.

تلك هى مجمل الصرخة التى أطلقتها مدرسة السادات الابتدائية المشتركة، التابعة لإدارة العمرانية التعليمية بمحافظة الجيزة، ونشرتها على صفحتها عبر «فيسبوك».

المؤكد أن صرخة مدرسة السادات الابتدائية، ليست هى الصرخة الوحيدة للمدارس، لكنها واقع مؤسف فى الكثير من المدارس للأسف الشديد، غير أن مدرسة السادات كانت الأكثر «جرأة» فى الإفصاح عن تلك الصرخة «المزلزلة» التى يجب أن يهتز لها أركان كل بيت فى مصر، ليبدأ أولياء الأمور مراجعة فورية، وهادئة، وعميقة لأساليب تربية أولادهم وبناتهم قبل فوات الأوان.

بنظرة متعمقة نجد أن الشكوى صادرة من مدرسة ابتدائية، وليست من إعدادية، أو ثانوية، بما يؤكد أن الأزمة أكثر حدة فى المدارس الإعدادية والثانوية، لأن تلاميذ الابتدائى مازالوا أطفالا صغارا فى السن، حيث تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عاما، فما بالنا بهؤلاء الأكبر سنا؟! وماذا يمكن أن يفعلوا؟!

للأسف الشديد تابعنا جريمة تلميذ الإسماعيلية وهو تلميذ فى الصف الثانى الإعدادى، والذى قام بقتل وتقطيع زميله مستخدما شاكوشا، وسكينا كبيرا، ومنشارا كهربائيا لتقطيع جثة زميله فى محاولة خبيثة منه لإخفاء جريمته.

الجريمة وحشية بطريقة لا يمكن تصديقها، لأنها تتضمن تفاصيل مرعبة لا تخطر على بال أحد، والأخطر من ذلك كله أن مرتكب تلك الجريمة تلميذ فى الصف الثانى الإعدادى.. أى يبلغ من العمر نحو 13 عاما تقريبا.

من هنا فإن صرخة مدرسة السادات الابتدائية بالجيزة يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن تكون جرس إنذار للأسرة المصرية فى الحفاظ على أبنائها، وتربيتهم فعلا وقولا، وأن يعود الدفء الى الأسرة المصرية بعيدا عن حالات التفكك الأسرى المنتشرة كالسرطان الآن، والتى كان تلميذ الإسماعيلية أحد ضحاياها.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات