اختتم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي مشاركاته في المؤتمر الـ 27 للاتحاد البرلماني العربي في القاهرة بكلمة ل مروان بن غليطة النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي اكد خلالها على أهمية ومحورية دور البرلمانات العربية في القضايا العربية الاستراتيجية وبناء الدولة، في ظل عالم يشهد العديد من الاضطرابات والانقسامات والتجاذبات المعقدة في العلاقات الدولية.
ولفت في هذا الصدد الى ماشهده عالمنا العربي من ظروف استثنائية معقدة بلغت الذروة في بعض حالاتها بدفع دول عربية إلى حافة الانقسام والتفكك، بينما انزلقت دول أخرى إلى حالة اللادولة وفي مصاف الدول الفاشلة.واكد في كلمته اننا نؤمن في دولة الامارات بأن عالمنا العربي يمتلك كل مقومات العودة والنهوض واستئناف حضارته، برغم كل المشاكل والتحديات المحيطة به، لهذا فإن علينا كبرلمانيين بان نستجمع قوانا ونشحذ هممنا، ونخلق من الازمات باقات من الآمال والفرص. واكد مجددا على موقف دولة الإمارات الثابت وحقها الشرعي إزاء سيادتها على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي احتلتها إيران منتهكة بذلك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.. وبأننا لن نتخلى عن مطالبنا السلمية المشروعة بإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث إما طواعية أو من خلال الوسائل السلمية عبر التفاوض المباشر الجاد وأجندة محددة او باللجوء إلى الآليات السلمية لحل النزاعات الدولية وعلى رأسها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. كما نطالب بان تعمل الدول العربية على تفعيل القرارات الصادرة من الجامعة العربية والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي وكل المؤسسات الأخرى بشأن اتخاذ ما يناسب من إجراءات لضمان الاستجابة الإيرانية لمساعي دولة الامارات المشروعة دوليا في إنهاء هذا الاحتلال وأن يتم وقف كل الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوم بها إيران في الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة.. كما نود التأكيد على موقفنا التاريخي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والإدانة بأقسى العبارات لكل الإجراءات والأعمال الإسرائيلية الاستفزازية سواء في القدس أو في غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولفت الى ان عالمنا العربي يموج بالعديد من التحديات والاشكاليات والقضايا الملحة التي تحتل صدارة المشهد العربي منذ عقود مضت وتأخذ اشكالا ونواح متعددة وفي مقدمتها الاحتلالان الاسرائيلي والإيراني لأراض عربية من دون أفق واضح للحل والتسوية السلمية في ظل التعنت والاطماع التوسعية للهيمنة والنفوذ لدى كليهما فضلا عن الازمات الناجمة عن الإرهاب والتطرف والتدخل المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية بصورة مباشرة او غير مباشرة.
وقال ان دولة الإمارات تؤمن بأن استشراف المستقبل وتعزيز بيئة الابداع والابتكار وتعزيز القيم الانسانية والتنمية البشرية والاقتصادية والاستجابة لتطلعات الشباب وتمكين المرأة هي الأسس التي تقود الشعوب والأمم إلى الاستمرارية في نهج التطور والازدهار .
واكد على الدور الاساسي للبرلمانات في مجال تحقيق اهداف التنمية المستدامة وتعزيز عملية التحول الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات، والوصول بأوطانهم ومجتمعاتهم إلى بر الأمان والجاهزية للمستقبل وتحدياته، مما يحتم علينا أن نستغل كل الفرص لمواجهة تحديات الحاضر من أجل مستقبل واعد لأوطاننا واجيالنا القادمة.
وكان مروان بن غليطة قد وجه في بداية كلمته الشكر للدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب المصري و رؤساء البرلمانات العربية وللمشاركين في المؤتمر الذي اختتم اليوم بالقاهرة .
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن عددا من البنود في مقدمتها التاكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية.
وجدد دعمه اللامتناهي للشعب الفلسطيني في نضاله الوطني المشروع من أجل الوصول إلى تحقيق حقوقه البديهية والمشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
واستنكر المؤتمر بشدة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته . كما طالب دول العالم أجمع، وبالأخص دول القرار في مجلس الأمن المنصفة وكذا دول الاتحاد الأوروبي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه المادية والمعنوية والرضوخ للإرادة الدولية المجسدة بقراراتها وبالقانون الدولي،.واكد المؤتمر أيضاً على حق عودة الشعب الفلسطيني في الشتات إلى أرضه التي طُرد منها استناداً إلى القرار 194، وأن يعيشوا في ديارهم في دولة مستقلة ذات سيادة تامة.
وشدد على بذل الجهود كلها لوضع حدٍّ لسياسة التهويد التي يتبعها الاحتلال بحق مدينة القدس الشريف وتغيير ملامحها العربية والإسلامية والمسيحية، ومنعاً لتزوير التاريخ، وإيقاف طرد الفلسطينيين منها عبر سياسة هدم المنازل وعدم إعطاء التراخيص للبناء، والحيلولة دون أبسط شروط حياة يومية عادية وكريمة. كما ادان قرار الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بالقدس الشريف كعاصمة للاحتلال. وشدد المؤتمر على توحيد الموقف العربي تجاه قضايانا الكبرى من أجل مخاطبة العالم بلغة مشتركة، لتكسب الأهمية التي يجب أن تحظى بها في وطننا العربي وأمام دول العالم وفي المحافل الدولية؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية.واكد على دعم محاربة الإرهاب بكل أشكاله في وطننا العربي، وتسخير كل الطاقات الممكنة والمتاحة في سبيل ذلك والعمل على تجفيف ينابيعه واستئصال جذوره الفكرية والمادية .
وكانت الشعبة البرلمانية الإماراتية شاركت في المؤتمر بوفد برئاسة مروان بن غليطة.وضم وفد الشعبة كل من محمد بن كردوس العامري وخالد بن زايد الفلاسي وأحمد يوسف النعيمي وأحمد محمد الحمودي وسالم عبد الله الشامسي وخلفان عبدالله بن يوخه وناعمة عبدالله الشرهان أعضاء المجلس الوطني الاتحادي و أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس.
و قال النائب أحمد يوسف النعيمي عضو لجنة الشئون المالية والاقتصادية بالإتحاد البرلماني العربي أنه تم انتخابه كرئيس للجنة .وأضاف النعيمي أن اللجنة ناقشت فى إجتماعها امس مشروع الحساب الختامي للإتحاد عام 2017 وإعتماد مشروع الموازنة لعام 2018 ،وتم إعداد العجز لإعتماده والبحث عن موارد جديدة للإتحاد .
ومن ناحيته قال النائب أحمد محمد الحمودي عضو لجنة الشئون السياسية بالإتحاد البرلماني العربي أن اللجنة ناقشت عددا من القضايا العربية وعلى رأسها للقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العربي الأولي والأزمة السورية و الأزمة اليمنية والأزمة الليبيية ومحاربة الإرهاب والتطرف ونبذ العنف والتدخل فى الشؤن الداخلية للدول العربية .
ومن جهتها قالت ناعمة عبدالله الشرهان عضو لجنة شئون المرأة والطفولة بالإتحاد البرلماني العربي أن اللجنة ناقشت دور المرأة فى المجتمع و تمكين المرأة ودورها فى حماية النشء ..مشيرة الى ان المرأة على مستوي الوطن العربي والعالم أخذت دورها وتمارس حقوقها .
وكان المؤتمر قد شهد فى بداية إفتتاحه نقل رئاسة الاتحاد من المملكة المغربية إلى مصر، وشهد المؤتمر كلمات لرئيس الاتحاد البرلماني العربي السابق رئيس مجلس النواب في المملكة المغربية الحبيب المالكي، ورئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال رئيس الدورة الحالية .
وألقى رؤساء البرلمانات والمجالس ورؤساء الوفود والمنظمات المشاركة كلمات حول الوضع العربي الراهن.
التعليقات