ما حدث من اجتياح إسرائيلى للأراضى السورية، وسيطرته على مساحات شاسعة منها بمجرد سقوط نظام بشار الأسد، يؤكد أن إسرائيل لا يمكن أن تكون دولة نظامية مثل باقى الدول، وإنما هى مجموعة من العصابات الإجرامية التى تنتظر «الانقضاض» على الأبرياء لسلب ممتلكاتهم والاستيلاء عليها أو على الأقل تخريبها ونهبها.
لو أن إسرائيل دولة طبيعية كان يجب أن «تحترم» ظروف الشعب السوري، وعلى أقل تقدير تقف «متفرجة»، لكنها لم تكتف بالمؤامرات السرية، والخطط الجهنمية، وإنما أعلنت عن نفسها بمنتهى «الوقاحة» و«الانحطاط» لتترجم مؤامراتها إلى أفعال إجرامية واضحة وصريحة.
لم تكتف إسرائيل بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضى السورية، لكنها قامت بشن مئات الغارات الجوية على المواقع السورية خلال الأيام الماضية لتدمير ما تبقى من قدرات الجيش السورى وأنظمة الدفاع الجوى والقدرات الصاروخية.
اعترف وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس بالاعتداءات الإسرائيلية، مبررا تلك الأفعال الإجرامية والعدوانية بأنها استهدفت عدم سيطرة عناصر إرهابية معادية لإسرائيل على تلك القدرات العسكرية.
ما تفعله إسرائيل غير مقبول على الإطلاق، وهو استعراض عضلات غير مبرر، ويكشف عن النيات الإسرائيلية العدوانية الخطيرة على كل دول المنطقة بلا استثناء، وانها تريد فرض قواعد جديدة على سوريا تكون فيها إسرائيل شريكا أساسيا فى صنع القرار السوري، ووضع خطوط حمراء أمام النظام الجديد المتوقع قيامه فى سوريا خلال الفترة المقبلة.
وسط كل هذا تأتى أنباء كارثية غير مؤكدة عن حل الجيش السورى على طريقة حل الجيش العراقى، ليسقط الجيش العربى الثانى بعد الجيش العراقى ويلقى نفس مصيره.
تلك هى الكارثة، وربما تكشف الأيام المقبلة بعض الجوانب التى لاتزال غامضة فى هذا الملف، وإلى أين سوف تسير الأمور خلال الفترة المقبلة.
التعليقات