خروج الأسيرات الإسرائيليات الأربع من الاحتجاز بكامل أناقتهن ولياقتهن ضربة قاصمة لنيتانياهو الذى عاث فسادا طوال أكثر من 15 شهرا، ولم يترك شبرا واحدا فى قطاع غزة إلا دمره وحاصر سكانه، ومنع عنهم المأكل والمشرب والعلاج.
فى تصورى أن مشهد الأسيرات الإسرائيليات الأربع بكامل أناقتهن ولياقتهن له العديد من المعانى والدلالات لعل أبرزها ما يلى:
أولا: مشاهد الأسيرات ليس هو الأول من نوعه، وإنما سبقه مشاهد أخرى بنفس المستوى لبعض المحتجزين والمحتجزات الذين خرجوا فى مرات سابقة، بما يدحض أكاذيب العدو الإسرائيلى حول همجية المقاومة الفلسطينية، وانتهاجها سلوكيات غير مقبولة مع الأسيرات والأسرى، وهى الأكاذيب الكبرى التى روجت لها إسرائيل، وسارت خلفها وسائل الإعلام الغربية.
ثانيا: رغم الحصار، والتجويع، فقد بذلت المقاومة أقصى ما فى وسعها للحفاظ على سلامة الأسرى، وخلق ظروف معيشية لم تتوافر لكل الفلسطينيين بلا استثناء بمن فيهم القادة، ويحيى السنوار أكبر نموذج لذلك.
ثالثا: التفاف الشعب الفلسطينى حول المقاومة، رسالة قوية للحكومة الإسرائيلية، وكل دول العالم، تؤكد تمسك الشعب الفلسطينى بحقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة الحرة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بديل عن ذلك.
رابعا: فشل الاستخبارات الإسرائيلية المدعومة بالاستخبارات الأمريكية طوال 15 شهرا فى حل مشكلة الأسرى الإسرائيليين وإعادتهم أحياء، وهو الفشل الثانى لتلك المخابرات بعد فشلها الأول الذى ظهر واضحا مع بدء عملية طوفان الأقصى.
خامسا: سقوط أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة تحت أقدام، المقاومة بدءا من القضاء على حماس، وتحرير الأسرى، فلا تم القضاء على حماس ولا تم تحرير الأسرى.
رغم الضربات الموجعة التى تلقتها المقاومة الفلسطينية، والخسائر الكبيرة التى تكبدتها، فإنها مازالت باقية وموجودة، وممسكة بالعديد من الخيوط فى أيديها حتى الآن بدليل ظهور أعداد كبيرة من قوات المقاومة بملابسهم العسكرية، واستعراض قدراتهم التنظيمية فور عملية وقف إطلاق النار.
تبقى مشكلة نيتانياهو وعدم قدرته على تحقيق الانتصار المطلق كما كان يتمنى ويريد، وتلك هى الأزمة التى يمكن أن يتحول من خلالها إلى «شمشون» يسعى إلى تحويل المنطقة إلى كتلة نار حتى لو التهمته تلك النيران نتيجة إحساسه بالفشل والعجز.
التعليقات