البديل المصرى

البديل المصرى

عبدالمحسن سلامة

أتمنى أن تكون تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو الأخيرة بشأن قطاع غزة صادقة، حينما أكد أن بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة، مشيرا إلى رفض العرب خطة ترامب ومطالبا بتقديم المقترحات البديلة،

فى المقابل أكدت مصر أنها بصدد بلورة تصور شامل يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين فى غزة من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافى المبكر، وازالة الركام وإعادة الإعمار مع وجود الفلسطينيين فى أراضيهم.

ملك الأردن الملك عبدالله الثانى أكد خلال مقابلة ترامب أن مصر تضع الخطة البديلة، وان العالم العربى يتفق مع تلك الخطة تأكيدا لمواقف الدول العربية بشأن إعمار غزة وعدم تهجير سكانها.

أعتقد أن مصر بحكم خبرتها، وقدراتها، وإمكاناتها، قادرة على إعمار غزة إذا توافرت الامكانيات الاقتصادية اللازمة لذلك من الدول العربية، والأوروبية، وتوافرت الإرادة السياسية من أمريكا وإسرائيل.

فى تصورى أن العقبة الأساسية هى الإرادة السياسية فى أمريكا التى توفر الدعم اللامحدود للكيان الإسرائيلى فى كل ممارساته العدوانية فى المنطقة.

لو أن هناك عدالة لكان من المفروض أن يتم إجبار إسرائيل على تحمل كل تكاليف إعادة إعمار غزة، وتعويض الضحايا من شهداء ومصابين.

تحمل تكاليف الإعمار والتعويضات هى جزء بسيط من فاتورة العدوان الإسرائيلى المتكرر والممتد عبر 77 عاما على الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.

البديل الآن هو إرادة عربية قويه وموحدة للتصدى للعشوائية الأمريكية، والغطرسة الإسرائيلية، ووضع النقاط على الحروف فى هذا الملف الشائك والحساس.

صحيح أن مصر هى القلب والعقل، لكن لابد من توافر إرادة عربية واضحة بعيدا عن المزايدات أو الانقسامات.

هذا الوقت ليس وقت مزايدات أو انقسامات، وانما هو وقت تكامل الإرادات، وتضييق الهوة بين المواقف من خلال الاتفاق على المشتركات، والابتعاد عن المواقف الملتبسة والغامضة المثيرة للانقسامات.

المؤكد أن الايام المقبلة حاسمة فى ماراثون إنقاذ غزة، والقضية الفلسطينية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات