نظمت دبي الرقمية فعالية "رقمنة الحياة" التي امتدت ليومي 26 و27 فبراير 2025 تحت شعار "التعاون من أجل الابتكار" بمشاركة عدد من الخبراء وكبار صناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف مناقشة التحديات الرئيسة في عصر التحولات الرقمية الكبرى، وابتكار حلول تحولية تسهم في دفع عجلة الابتكار لصنع المستقبل.
وهدفت الورشة إلى تعزيز التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم مسيرة التحول نحو تسهيل حياة الناس ودعم الاقتصاد الرقمي القائم على البيانات بما يحقق الرفاه للشركات والأفراد للقاطنين في الإمارة.
واشتملت أجندة اليوم الأول على استعراض استراتيجية دبي الرقمية وعرضها على المشاركين من القطاع الخاص انطلاقاً من الرؤية التي تنص على رقمنة الحياة في دبي ودعم الاقتصاد الرقمي باعتبار أنه يمثل التوجهات المستقبلية للاقتصاد في إمارة دبي. كما تم عرض تحليلات الواقع في القطاع الخاص بدبي انطلاقاً من مجموعة من الاستبيانات والدراسات التي شملت كافة القطاعات للوقوف على بعض الأمور الحيوية مثل خطط التحول الرقمي، والموازنات المخصصة لذلك، وتوجهات الشركات نحو الحوسبة السحابية ومدى استخدام الشركات لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقد تم تقسيم المشاركين من القطاع الخاص إلى ثلاث مجموعات ناقشت الأولى المواهب الرقمية بما فيها من تحديات وآفاق، وناقشت الثانية مسألة البنية التحتية ولا سيما البنية السحابية وفوائد اعتمادها لتسهيل النشاط الاقتصادي، أما المجموعة الثالثة فناقشت التحول الرقمي في الخدمات والعمليات بشكل عام.
وعلى خط موازٍ، ناقش المشاركون من القطاع الحكومي منظومة النضج الرقمي واستعرضوا نتائج التقييم التي جرت بمشاركة كافة الجهات الحكومية في دبي، وركزوا على كيفية معالجة أي ثغرات محتملة وكيفية الاستفادة من التجارب المتميزة لدى العديد من الجهات، وضرورة الاستفادة من تلك المنظومة لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة للوصول إلى مستوى أعلى من النضج الرقمي.
وشهد اليوم الثاني من الفعالية دمج مواضيع النقاش على طاولة واحدة اشتملت على القطاعين الحكومي والخاص، حيث تركزت النقاشات على أهمية اقتصاد البيانات وآفاق تطوير تجارب المدينة الرقمية، كما ناقشوا مجموعة من المبادرات التي سيتم الكشف عنها لاحقاً بما يسهم في دمج جهود القطاعين لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في رقمنة الحياة.
وقد تمخضت الورشة عن قرار بتشكل مجموعة عمل من القطاعين تعمل على صياغة واقتراح المبادرات والبرامج والمشاريع، كما تمخضت عن قرار باعتبار هذا الورشة بداية لمرحلة جديدة من العمل المشترك حيث سيكون هنالك المزيد من الورش والملتقيات لتوحيد الرؤى وضبط إيقاع العمل في سياق التحول الرقمي.
وقد انطلقت الورش بكلمة افتتاحية لحمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية، رحب فيها بالمشاركين وأكد على أهمية الأجندة الزاخرة بالموضوعات والنقاشات المهمة. وفي تعليقه على الحدث قال سعادته: "هدفنا اليوم هو تسريع التحول الرقمي ولا سيما في القطاعات الاستراتيجية في الإمارة، بما يسهم في تعزيز التنافسية الرقمية وزيادة الابتكار لتظل دبي في مصاف المدن المتقدمة. وسنعمل معاً على إزالة أي عوائق في سبيل تسهيل حياة الناس ودعم الاقتصاد الرقمي الذي يعزز الجاذبية الاستثمارية لدبي ويجعلها وجهة لرواد الأعمال وعاصمة للمواهب الرقمية المتقدمة والمكان النموذجي لتأسيس أعمال وتجارب ناجحة. "
وأضاف: "لدينا كل عناصر النجاح لكي نخرج من هذه الفعالية بنتائج تلبي توقعاتنا. ومن أهم هذه العناصر وجود بنية تحتية رقمية تضمن سلاسة الاتصالات والقدرة على استيعاب الحوسبة السحابية وتعزيز الابتكار والمرونة. ونحن على ثقة بأن وجود القطاع الخاص كشريك للحكومة، بما عُرف عنه هذا القطاع من ديناميكية وابتكار سوف يشكل عاملاً مهماً لاختصار الزمن نحو تحقيق هذه المستهدفات، لكي تظل دبي كما كانت على الدوام نموذجاً لمدن المستقبل، ومثالاً يحتذى في تحقيق الرفاه الاقتصادي وسعادة الإنسان."
وحول نتائج الورشة قال المنصوري: "هنالك الكثير من نقاط الاتفاق والرؤى المشتركة التي أسفرت عنه لقاءاتنا مع الأخوة في القطاع الخاص، ولعل أهم ما اتفقنا عليه هو تشكيل مجموعة عمل ستتكفل بمتابعة ما يُتفق عليه، وترتيب لقاءات أخرى مستقبلاً لضمان توحيد الجهود بما يخدم أهدافنا المشتركة نحو رقمنة الحياة في دبي."
تضمنت أجندة الحدث فقرات عديدة من بينها أثر النهج الاستراتيجي لرؤية دبي في دفع عجلة التحول الرقمي في القطاع الخاص. وفي فقرة الإلهام العالمي تم تسليط الضوء على قصص النجاح العالمية الملهمة، بما في ذلك عرض حول التحول الرقمي الرائد في إستونيا، قدمه سيم سيكوت، وهو الرئيس التنفيذي السابق لتكنولوجيا المعلومات لدى حكومة إستونيا.
وتم خلال الفعالية أيضاً استعراض أمثلة حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات وتجارب المدن الرقمية لدفع عجلة الابتكار وتحسين الحياة الحضرية في دبي. ومن المواضيع المهمة التي شملها النقاش تقديم تجارب المدن الرقمية السلسة وذات الأثر العالي بالتعاون مع القطاع الخاص، وتحقيق قيمة مضافة من خلال تبادل البيانات وآليات التحفيز، وتعزيز الذكاء الاصطناعي كممكن استراتيجي أساسي، والمشاركة في أنشطة تفاعلية لتحليل التحديات، وتحديد الأولويات، وابتكار مبادرات جديدة.
كما تضمنت أجندة الفعالية حلقات نقاش بمشاركة خبراء تناولت مجموعة من العناوين المهمة وفي مقدمتها ضرورة التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل رقمنة الحياة على نحو يعود على الجميع بالنتائج المرجوة.
التعليقات