معاناة الحرب والسلام

معاناة الحرب والسلام

عبدالمحسن سلامة

فى 25 أبريل عام 1982 تم تحرير سيناء ومغادرة آخر جندى إسرائيلى لها معلنا نهاية الاحتلال الإسرائيلى بعد 15 عاما من احتلالها عام 1967 .

لم يتبق سوى طابا التى تمسكت بها مصر وتمت إحالتها إلى التحكيم الدولي، وجاء حكم هيئة التحكيم لمصلحة مصر فى 29 سبتمبر 1988، وبعد نحو 5 أشهر من ذلك الحكم التاريخى احتفلت مصر فى 19 مارس عام 1989 برحيل آخر جندى إسرائيلى من كامل الأراضى المصرية، ورفع علم مصر على طابا.

رحلة طويلة وشاقة بدأت بمرارة الهزيمة فى 1967، لكن الجيش المصرى العظيم لم يستسلم لمرارة الهزيمة، ولدعاوى اليأس والإحباط، ودخل فى حرب أستنزاف كبد فيها العدو الإسرائيلى خسائر فادحة، ثم جاء نصر أكتوبر العظيم عام 1973 لينهى أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.

حاولت أمريكا كعادتها إيقاف طوفان النصر من خلال الدعم اللا محدود للعدو الإسرائيلي، وقامت بإمداد إسرائيل بأحدث المعدات العسكرية والالكترونية، وأقامت جسرا جويا مباشرا إليها يحمل الأسلحة والذخائر وكل ما يحتاجه العدو الإسرائيلى.

رغم كل ذلك نجح الجيش المصرى فى كسر الجيش الإسرائيلي، وتغيير المعادلة العسكرية فى المنطقة لمصلحة الجيش المصرى.

نجح الرئيس أنور السادات فى الحرب، وانتصر فى معركة أكتوبر العظيمة، ونجح أيضا فى السلام، حينما فرض السلام على العدو الإسرائيلى لينجح فى عودة سيناء كاملة غير منقوصة.

معركة طويلة ومهمة من الحرب إلى السلام، وربما تؤكد الأحداث الحالية التى تعصف بالمنطقة حكمة الرئيس الراحل أنور السادات، ورؤيته التى سبقت عصره فى التعامل مع العدو الإسرائيلى حربا وسلما لتحافظ مصر على كل شبر من أرضها، رغم أنف إسرائيل والداعم الأمريكى الأكبر لها.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات