السد المنيع

«مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية».. هذه الجملة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي أول أمس الجمعة في خطابه بمناسبة ذكري تحرير سيناء، مؤكدا أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم وفقا للخطة العربية الإسلامية دون أي شكل من أشكال التهجير.

القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري لا تقبل المساومة أو التفريط، ومن هنا جاءت التضحيات المصرية علي مدي نحو 77 عاما حتي الآن.

تحملت مصر طوال تلك الفترة أعباء ضخمة، وفاتورة باهظة التكاليف اقتصاديا، وعسكريا، وبشريا.

سخرت مصر إمكانياتها الاقتصادية طوال فترات طويلة لمواجهة متطلبات الحرب مع العدو الإسرائيلي بدءا من حرب 1948، ومرورا بحرب 1956، ثم حرب 1967، وانتهاء بنصر أكتوبر العظيم عام 1973.

هذه الحروب نتج عنها تراجع مصر اقتصاديا وانهيار الاقتصاد المصري، مما أدي إلي زيادة معاناة المواطنين وتراجع مستوي معيشتهم.

لم تقتصر فاتورة الحرب علي الأوضاع الاقتصادية فقط لكنها أدت إلي استشهاد الآلاف من خيرة شباب مصر وجنودها البواسل في تلك المعارك الممتدة طوال تلك السنوات.

المشكلة أن إسرائيل دولة لا تريد السلام ولا تعمل من أجله، وإنما تريد الهيمنة والتوسع علي حساب الدول.

وجود إسرائيل في المنطقة «خطيئة»، وقد أثبتت الأحداث أنها دولة لا تسعي إلي السلام، خاصة بعد المبادرة العربية للسلام التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الراحل والتى أكدت رغبة العرب فى السلام من خلال قيام دولة فلسطينية معترف بها دوليا علي حدود الرابع من يونيو 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف الدول العربية جميعها بدولة إسرائيل.

المبادرة العربية تم اطلاقها عام 2002 أي منذ نحو 23 عاما، ورغم ذلك لا تزال تسير إسرائيل في طريق العدوان وترفض كل نداءات السلام.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات