لا أدرى إن كان الإعلان الكبير للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط قد صدر أم لا وقت قراءة هذه السطور.
عموما أخشى من مفآجأت ترامب وإعلاناته وخططه لأننى أعتقد أنه لن تتغير أفكاره كثيراً بشأن غزة خصوصاً أو الشرق الأوسط عموماً.
ترامب أعلن خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندى مارك كارنى فى البيت الأبيض أنه بصدد إصدار إعلان كبير جداً بشأن الشرق الأوسط قبيل زيارته المرتقبة إلى دول الخليج الثلاث (السعودية والإمارات وقطر)، مؤكدا أنه سوف يكون أمراً إيجابياً للغاية، وسيكون أحد أهم الإعلانات التى تم الإعلان عنها فى السنوات السابقة.
تخمينات عدة تدور حول إعلان ترامب المرتقب، ما بين المتفائلين والمتشائمين.
المتفائلون يتمنون أن يتضمن إعلان ترامب وقف الحرب فى غزة، وادخال المساعدات إليها بعد أكثر من شهرين من الحصار وحرب التجويع، بالإضافة إلى أن تكون هناك خطة أمريكية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فى إطار رؤية حل الدولتين طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية من أجل إحلال سلام عادل ودائم فى المنطقة.
المتشائمون لايجدون فى ترامب خيراً، وأنه ربما يحاول تجميل خطته بشأن إعمار غزة، والدمج بين الخطة العربية لإعادة إعمار غزة وخطته لتهجير سكان غزة، ووضع تصور غير قابل عملياً للتنفيذ لكنه مجرد كلام فضفاض، وصيغ مطاطية، ووقف مؤقت للحرب فى غزة، من أجل تمرير زيارته للمنطقة فى هدوء، وبعد الزيارة تعود الأمور أسوأ مما كانت عليه، ولا مانع على الإطلاق أن يتراجع بعد الزيارة عن إعلانه بالصمت أو التجاهل أو بأى طريقة أخرى.
على الجانب المقابل فقد خرجت تسريبات تشير إلى رغبة واشنطن فى تعيين حاكم أمريكى لقطاع غزة بشكل مؤقت على طريقة «بول برايمر» فى العراق، وأن تقوم الإدارة الأمريكية بتسيير أعمال قطاع غزة لحين استكمال نزع سلاح المقاومة، وأن تكون هذه الإدارة بعيدة عن السلطة الفلسطينية أو فصائل المقاومة.
عموماً ساعات قليلة ويعلن ترامب عن مفاجآته غير السارة، ونرى ما سوف يكون فى البيان من أفكار أو خطط يجرى إعدادها لتغيير تركيبة المنطقة ومحو هويتها وسط خذلان العالم وصمت العرب.
التعليقات