إرث «غاندى» و«نهرو»

إرث «غاندى» و«نهرو»

عبدالمحسن سلامة

تسير الهند الآن عكس إرث غاندى ونهرو، وهو الإرث التاريخى العظيم للهند الذى نجح فى ارساء دعائم دولة قوية للهند تقوم على مبادئ التعدد والتنوع والتسامح.

الآن يحكم الهند حزب باراتيا جاناتا، وهو أكبر الأحزاب السياسية فى الهند من ناحية التمثيل البرلمانى والعضوية الأساسية.

حزب باراتيا جاناتا هو حزب هندوسى متطرف، يتولى حكم الهند منذ عام 2019 حتى الآن، وتقوم سياساته على التشدد القومى الهندوسي، وقام بإلغاء الوضع الخاص لإقليمى جامو وكشمير بما لهما من خصوصية، وأغلبية للسكان المسلمين، وقام ببناء معبد رام، المثير للجدل، ويصر على تطبيق قانون مدنى موحد متجاهلا حقوق السكان المسلمين.على الجانب الآخر فقد تراجعت شعبية حزب المؤتمر الوطنى الهندى بعد وفاة أنديرا غاندى والتى شغلت منصب رئيس الوزراء لمدة 3 فترات متتالية من 1966 إلى 1977 ثم فترة رابعة من 1980 إلى 1984 وهى ابنة جواهر لآل نهرو، وتم اغتيالها من جانب أحد أفراد السيخ المتطرفين.

بعد وفاتها تولى نجلها راجيف غاندى الحكم، لكن شعبية حزب المؤتمر الوطنى الهندى تراجعت بعد ذلك لصالح حزب باراتيا جاناتا الهندوسى المتطرف.

على الجانب الآخر فقد تحولت باكستان فى فترة من الفترات إلى قاعدة لاحتضان المتطرفين أبرزهم أسامة بن لادن، لتزداد وتيرة الشحن بين الجانبين.

الآن وضعت الحرب أوزارها بين الجانبين، بعد أن تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين الجانبين بوساطة أمريكية، لكن أسباب الأزمة لاتزال موجودة ومتنامية فى ظل وجود الحكومة الهندوسية اليمينية فى الهند، وفى ظل وجود عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى تشهده باكستان الآن مما يجعلها أقل قدرة على الإمساك بزمام الأمور ضد الجماعات المتطرفة الموجودة فى أراضيها منذ فترة طويلة لكنها الآن أكثر نشاطا فى ظل عدم الاستقرار الذى تعيشه باكستان.

الخطورة تكمن فى السلاح النووى لدى الجانبين الذى يمكن أن ينطلق فى أى لحظة انفعالية، وتلك هى الكارثة الكبري.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات