قهر الإحباط والمستحيل

قهر الإحباط والمستحيل

عبدالمحسن سلامة

حينما تقرأ مذكرات رجل الأعمال صلاح دياب «هذا أنا»، تتأكد على الفور أنه لا يوجد شئ اسمه «مستحيل»، وأن هذا الذى يسمى «مستحيل» لا يوجد إلا فى عقل صاحبه فقط، وأما الواقع فهو شىء مختلف تماما.

صحيح قد يكون الأمر معقدا، وقد يكون صعبا جدا، لكنه فى كل الأحوال ليس مستحيلا، فقد يواجه الإنسان الاحباط أو الفشل مرة، وربما عدة مرات، لكن ليس معنى ذلك عدم القدرة على النجاح، حتى وإن كان المشوار صعبا ومعقدا.

فقط عليك أن تكون مؤمنا بذلك، وتعمل بجدية وإخلاص لتحويل المحنة إلى منحة، وتحقيق هدفك وإلا فإن العكس قد يحدث، ويتحول السهل إلى صعب، والصعب إلى مستحيل طالما فقد الإنسان الرؤية والإرادة والقدرة على التحدي.

التحدى الأصعب كان انفصال الوالدين «الأب والأم» ليتربى فى كنف الجد للأم، لدرجة أنه كان ينادى جده بـ«أبي»، وجدته بـ«أمي».

تحولت مأساة انفصال الوالدين إلى منحة، ليقترب من جده توفيق دياب وهو صديق توفيق الحكيم، ومحمد فريد أبوحديد، وعباس محمود العقاد، ومحمد زكى عبدالقادر.

اقترب من جده، ونهل من علمه، وظلت كلمات الجد محفورة فى وجدانه طوال حياته «بأى ميزان تزن حياتك».

كما تغلب صلاح دياب على محنة انفصال والديه وحولها إلى منحة تغلب على محنة فصله من الكلية الفنية العسكرية بعد رسوبه فيها، لينتقل إلى هندسة عين شمس ويتفوق فيها، ويتولى مسئولية تنفيذ أكبر مشروع ميكانيكى فى مصر وهو لا يزال طالبا لتكون بداية انطلاقه المهنى والعملي.

بعد تخرجه لم يستسلم للوظيفة فى واحدة من أكبر الشركات فى الخمسينيات والستينيات، وغادرها طواعية ليبدأ رحلة شاقة وطويلة مملوءة بالصعاب والتحديات والأشواك فى الأعمال الحرة.

بعد النجاح والتألق تعرض لمحنة مرتين لكنه تجاوز تلك المحنة، ليؤكد قدرته المبهرة على تجاوز العقبات والذكريات المؤلمة وتحويلها إلى منحة.

اعتقد أن تجارب ومغامرات صلاح دياب مصدر إلهام للشباب والكبار معا فى كيفية قهر المستحيل، وتحويله إلى منحة هائلة بعيدا عن لغة الاستسهال والاحباط والفشل والمستحيل.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات