هناك مشكلتان أساسيتان تواجهان إيران فى حسم المعركة مع إسرائيل وهما عدم وجود قوات جوية فاعلة ومؤثرة وكذلك ضعف نظام الدفاعات الجوية الإيرانية.
لم نسمع حتى الآن عن شن إيران غارات جوية بالطائرات الحربية على العدو الإسرائيلى، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول القوات الجوية الإيرانية؟ وهل تم ضربها على الأرض كما حدث فى سيناريو يونيو 1967 ضد القوات المصرية؟! أم أن إيران لا تمتلك قوات جوية ذات قيمة يمكن الإعتماد عليها فى معركتها الوجودية ضد العدو الصهيونى.
المشكلة الثانية تتعلق بالدفاعات الجوية الايرانية، وعدم فعاليتها فى صد هجمات القوات الجوية الإسرائيلية مما يجعل المجال الجوى الايرانى مستباحاً من طائرات العدو، ويجعلها قادرة على الوصول إلى الأهداف العسكرية والاقتصادية والمدنية بسهولة، وإضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية الإيرانية رويداً رويداً كما حدث مع حماس فى غزة، أو مع حزب الله فى لبنان، وكذلك فى اليمن.
من هنا فان سيناريوهات نهاية الحرب قد تكون غير واضحة حتى الآن إلا إذا كان لدى إيران قدرات صاروخية قادرة على تدمير الأهداف العسكرية الحساسة فى إسرائيل، وضرب مفاعل ديمونة النووى، وتكبيد إسرائيل خسائر فادحة تجعلها تقبل بإنهاء الحرب منعاً للمزيد من الخسائر فى الأرواح والمعدات العسكرية والمنشآت النفطية.
دون ذلك أعتقد أن إسرائيل بحكم عقيدتها العدوانية، وحكومتها الإرهابية المتطرفة سوف تقوم بتوسيع أهداف الحرب على إيران، وتقوم بأوسع عمليات لتدمير المنشآت النووية، والعسكرية، والنفطية، والبنى التحتية لتفرض شروطها بالكامل على إيران والتى ربما تتوسع إلى الهدف غير المعلن وهو تغيير نظام الحكم فى إيران.
يبقى سيناريو آخر لكنه ضعيف وهو التدخل الأمريكى الروسى المشترك بضغط من روسيا لوقف هذه الحرب، والعودة إلى مائدة المفاوضات، وأعتقد أن روسيا ربما تكون الدولة الوحيدة القادرة على تفعيل هذا السيناريو بحكم علاقات بوتين ـ ترامب، وتشابك الملف الأوكرانى مع المصالح الأمريكية، وكلها يمكن أن تكون أدوات مؤثرة فى هذا السياق، إذا كانت هناك رؤية وإرادة روسية ـ أمريكية فى هذا الصدد.
التعليقات