لا أدرى أين روسيا والصين؟ ولماذا يقفان موقف المتفرج مما يحدث من اعتداء وحشى وسافر على دولة إيران وهى الحليفة الاستراتيجية لهما؟
حينما أتحدث عن روسيا والصين فأنا لا أتحدث بمنطق أن يعلنا الحرب، ويشتركا فى المعركة فهذا كلام «سفيه وغير مقبول»، ولكننى كنت أعتقد أن يكون لهما موقف أكثر قوة ووضوح من موقفهما الحالى خاصة فيما يتعلق بالتفاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على ترامب، وإيقاف تلك الحرب اللعينة المرشحة للتطور والتصعيد مما ينذر بعواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمى والعالمى، خاصة إذا تم إغلاق مضيق هرمز، وشل حركة التجارة العالمية ووقف ما يقرب من 25% من إمدادات الطاقة على المستوى العالمي.
هناك اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين إيران والصين تم توقيعها فى مارس 2021 للتعاون التجارى والاستراتيجى مدتها 25 عاماً، وهى تشمل كل المجالات بما فيها التعاون الأمنى والعسكرى والتجاري، ونشر ما يقرب من خمسة آلاف فرد لحماية المشاريع الصينية فى إيران، والتى قدرتها تلك الاتفاقية بما يقرب من 400 مليار دولار.
فى نفس الاتجاه هناك علاقات استراتيجية روسية ـ إيرانية، وتعتبر روسيا من أكثر الدول الداعمة لإيران فى مشروعها النووى، وقد تم توقيع معاهدة شراكة استراتيجية بين الدولتين وقعها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان فى 17 يناير الماضى أى منذ حوالى خمسة أشهر فقط.
تهدف الاتفاقية إلى توسيع التعاون الاقتصادى، وتعزيز التعاون التجاري، والعسكري، ومدتها 20 عاماً، وتغطى مجالات الدفاع، والطاقة النووية، والتمويل، والتكنولوجيا والمعلومات، والأمن السيبرانى وغيرها من المجالات.
حتى الآن لم يتم الحديث من الجانبين الروسى والصينى عن تفعيل تلك الاتفاقيات، ومساندة إيران ودعمها فى مقابل الدعم الأمريكى اللامحدود للعدوان الإسرائيلى.
أعتقد أن ترك إيران وحدها لقمة سائغة للتغول الإسرائيلى المدعوم أمريكياً يهدد مصداقية القطبين الروسى والصيني، ويضع علامات استفهام كثيرة حول مستقبل النظام العالمى خلال المرحلة المقبلة.
التعليقات