بسرعة شديدة تظهر أهداف العدوان الإسرائيلى الأمريكى على إيران، بعد أن أصبح الحديث يدور الآن حول إسقاط النظام الإيرانى، فى تكرار فج لتجربة العراق «البائسة».
فى تغريدة له على شبكات التواصل صباح أمس قال ترامب «إذا كان النظام الإيرانى غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلماذا لا نفكر فى بديل؟!».
هكذا تتضح الصورة بسرعة، وأن الحديث عن البرنامج النووى ما هو إلا الجزء الذى يطفو على السطح من مؤامرة ضخمة «غاطسة» هدفها إسقاط النظام الإيرانى وتغيير نظام الحكم هناك.
ليس هناك اختلاف كبير فى الحالتين العراقية والإيرانية فالحالة العراقية بدأتها إسرائيل أيضا حينما نفذت هجوماً جوياً فى 7 يونيو 1981 أى منذ نحو 44 عاماً، مما أسفر عن تدمير المفاعل النووى العراقى الذى كان قيد الإنشاء، ولم يكن يحمل أى مخاطر، وبعدها بنحو 22 عاماً وبالتحديد فى عام 2003 تولت أمريكا مهمة تدمير العراق واحتلاله وتقسيمه طائفياً.
فى الحالة الإيرانية بدأت إسرائيل الحرب أيضا لكنها لم تكن مجرد ضربة لكنها حرب شاملة ومتواصلة، وبعد نحو أسبوع فقط دخلت أمريكا إلى حلبة الصراع مباشرة فى إطار تخطيط وتنسيق مشترك وعلنى وصريح.
قدم ترامب كل المساعدات الممكنة لإسرائيل قبيل العدوان على إيران، وقام بأكبر عملية خداع وتضليل لإيران من خلال مهلة الـ 60 يوماً فى المفاوضات الوهمية، ثم دخل بشكل مباشر الحرب ليتبادل بعد ذلك مع نيتانياهو علناً وفى المؤتمرات الصحفية عبارات الشكر والثناء والتهنئة بما يؤكد بشكل قاطع التخطيط المشترك، والنية المبيتة والتنسيق الكامل.
شكر نيتانياهو الرئيس الأمريكى ترامب على مشاركته فى الهجوم على إيران فى حين هنأ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلى على ما قام به من عدوان على إيران.
تبقى خطوة تغيير النظام التى أعلن عنها الرئيس ترامب أمس فى تغريدته وإيجاد بديل أمريكى إسرائيلى له.
يتناسى ترامب أن القوة لا يمكن أن تصنع سلاماً، كما أنه لا يمكن إجبار شعب على قبول قوة احتلال مهما كان شكلها أو مضمونها، والعراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها أكبر شهود على الفشل الأمريكى المتواصل.
التعليقات