فى منزله بمنطقة مصر الجديدة سعدت بزيارة محمد فايق وزير الإرشاد القومى (الإعلام) فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأحد أبطال حركات التحرر الوطنى فى إفريقيا، ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان الأسبق.

جلست فى ضيافته فى مناقشة مفتوحة امتدت نحو ساعتين بحضور الزميل الصحفى الكبير نبيل فهمى وزوج كريمته الدبلوماسى السابق أحمد الضبع.

محمد فايق متعه الله بالصحة والعافية هو الشاهد الحى على ثورة يوليو، وأحد رفاق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المخلصين، وكان أحد رموز حركات التحرر الوطنى فى إفريقيا، ولازال حتى الآن يتمتع بعلاقات قوية مع رموز النضال الوطنى فى افريقيا.

يحمل محمد فايق تقديرا خاصا للواء محمد نجيب لكنه يوضح أن لكل مرحلة ظروفها، وأن «كماشة» الإخوان والشيوعيين كانت وراء إزاحة اللواء محمد نجيب حتى لاتقع الثورة فى «فخ» كلا التيارين، ومن هذا المنطلق تم اتخاذ قرار إزاحة محمد نجيب للحفاظ على مكتسبات ثورة يوليو، مشيراً إلى أن عبد الناصر كان مرحباً بالتعاون مع أمريكا فى البداية، لكن أمريكا هى من ناصبته العداء برفضها إمداد مصر بالسلاح اللازم، ثم رفضت مشروع السد العالي، ورفضت تمويله، ومن هنا بدأ تغيير المواقف بين الدولتين وازدادت حدة الجفاء فيما بينهما.

فيما يخص السلام لم يكن عبد الناصر رافضاً للسلام من حيث المبدأ، حيث إنه وافق على مبادرة روجرز، والتى رفضها السادات فى البداية ثم وافق عليها بعد ذلك بعد أن وافق عليها الرئيس عبدالناصر، مؤكداً صحة التسجيلات التى تمت اذاعتها بين عبدالناصر والقذافى لأن الرئيس الراحل كان لا يرفض السلام، ولكنه كان يؤمن بالسلام القائم على الحقوق العربية المشروعة القائمة على انسحاب إسرائيل من كافة الأراضى العربية المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. يرى محمد فايق أن العنوان الأبرز لثورة 23 يوليو أنها ثورة تحرر وطنى واستقلال، وأن هدفها الأساسى هو استقلال مصر من الاحتلال الإنجليزى، وأنها نجحت فى ذلك، ونجحت فى أن تكون مصر هى قاطرة التحرر الوطنى فى إفريقيا، ومن هنا جاءت موافقة مصر على استقلال السودان، لأن السودانيين هم من قرروا الإنفصال، وكان من الخطأ الوقوف ضد إرادتهم، مشيراً إلى أن عزل محمد نجيب قد ساهم فقط فى سرعة الإنفصال، ولم يكن هو سبب الإنفصال.

نقلا عن جريدة الأهرام