أسبوع القراءة العربى

أسبوع القراءة العربى

عبدالمحسن سلامة

زارنى الصديق جمال بن حويرب المدير التنفيذى لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وتناقشنا فى فكرة مهمة على أمل أن تتبناه مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة وجميع الجهات المعنية فى العالم العربى تتعلق باطلاق «أسبوع القراءة العربى» بحيث يتم اختيار أسبوع كل عام فى كل أنحاء العالم العربى للعودة إلى القراءة قبل أن تصبح القراءة فريضة غائبة فى عالمنا العربى نتيجة طغيان السوشيال ميديا.

هناك تجاهل للقراءة فى المجتمعات العربية على عكس المجتمعات الغربية التى لا تزال تقرأ، ولا تزال القراءة فريضة يومية وأساسية فى المنازل والمدارس والجامعات، والمتنزهات والمنتجعات السياحية.

للأسف الشديد الجهات المنوط بها دعم القراءة غائبة عن دورها، ولا توجد استراتيجية واضحة فى هذا الإطار فى مصر أو فى العالم العربى باستثناء تحدى القراءة فى دبى، أو مبادرة القراءة التى أطلقتها مكتبة الإسكندرية أخيرا تحت مسمى جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة.

قد يتفق العرب أو يختلفون حول الكثير من القضايا والأولويات، لكن القراءة لا بديل لها، وهى تضيف أعمارا إلى عمر الإنسان، وهى كذلك الخطوة الاساسية فى توعية المواطن وتثقيفه بشأن كل ما يهم حياته العامة أو الخاص على السواء.

غابت القراءة عن المدارس بعد أن اختفت حصة المكتبة، وغابت الكتب عن المنازل بعد اختفاء مكتبة الأسرة، وتراجع توزيع الصحف والكتب بعد أن تراجعت القراءة لأسباب اقتصادية أو توعوية، وثقافية، وأسباب أخرى كثيرة.

ولأن الفراغ يبحث دائما عمن يشغله فقد ترعرعت الأفكار الظلامية،والمتطرفة، وأفكار الخرافات، والدجل والشعوذة، وأصبحت التفاهة عنوانا للكثير من الشباب والأجيال الجديدة على وجه الخصوص .

لم يعد يشغلنا سوى «طلاق فلان من فلانة»، والقبض على البلوجر «فلانة»، وحكايات الكلب المدلل، ونوادر الساحل الطيب والشرير ، وغيرها من تفاهات السوشيال ميديا المدمرة للعقول والنفوس.

أسبوع القراءة العربى ربما يكون بداية للعودة إلى القراءة، قبل أن تجرفنا «التفاهات» إلى غياب كامل للوعى والمعرفة، وضياع الهوية، وفقدان الأمل، وعدم الثقة فى المستقبل، وكلها مخططات ومؤامرات شريرة باتت قريبة من عالمنا العربى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات