«رب ضارة نافعة» ..اعتقد أن هذاالقول الشائع ينطبق تماما على مظاهرات إخوان إسرائيل أمام السفارة المصرية فى تل أبيب لعدة أسباب، أولها: سقوط تلك الحملة المسعورة التى تم اطلاقها ضد مصر ورئيسها أخيرا فى الوحل، وكشف زيفها، وفضح أمر كل من شارك فيها بوعى أو عدم وعي.
ثانيا: كشف حجم الاختراق والتغلغل المخابراتى الإسرائيلى داخل صفوف جماعة الإخوان والتيارات المتعاطفة معهم فى الخارج، واستخدامهم كأداة للضغط والتشويش والتشويه ضد مصر وشعبها وقيادتها.
ثالثا: التصريح للمظاهرة فى تل أبيب جاء بموافقة وزارة الداخلية الإسرائيلية ووزيرها الإرهابى المتطرف ايتمار بن غفير راعى الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى كل شبر من الأراضى الفلسطينية، وليس فى غزة وحدها، وهذا أكبر دليل على المؤامرة المشتركة.
رابعا: كان العلم الإسرائيلى الذى يرفرف فوق المتظاهرين لافتا للانتباه، والأكثر استفزازا فى المظاهرة، وخير دليل على الخيانة والعمالة لكل من شارك فيها.
لكل ذلك فقد جاءت تلك المظاهرة لتكشف الستار عن سلسلة من الأفعال التى ظهرت فجأة خلال الأسبوعين الأخيرين، وبدأت بالتظاهر أمام السفارات المصرية فى بعض الدول، ثم اللجوء إلى حركات «صبيانية» مثل «تعليق الأقفال» على أبواب بعض السفارات المصرية بدعوى أن المصريين فى الخارج يتظاهرون ضد مصر وقيادتها.
فى الاتجاه نفسه تحركت قنوات الإخوان فى تركيا ولندن تعزف نفس النغمة، وتهلل وتكبر لتلك التصرفات الشيطانية المغموسة فى الدم الفلسطينى والممهورة بأختام المخابرات الإسرائيلية، لتؤكد التنسيق والتخطيط والمؤامرة المشتركة.
رغم كل ذلك فإن هؤلاء العملاء والخونة ليسوا هم الشعب الفلسطيني، وإنما هم مجموعة من العملاء والخونة والمتآمرين والمتعاطفين معهم، وهم مشاركون فى جرائم الإبادة الجماعية، والتجويع، وكل الجرائم بحق أبناء غزة، وكل أفراد الشعب الفلسطيني.
لا يمكن الخلط بين هؤلاء، وبين الشعب الفلسطيني، والمؤكد أن مصر سوف تظل حائط الصد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية كما فعلت طوال 77 عاما منذ عام 1948 حتى الآن، ولم تشك أبدا من الفاتورة الباهظة لتلك المواقف، ولن تتغير مواقفها.
التعليقات