نبهنى صديق مهموم بالشأن المصرى والعربي، ومتابع جيد لما يدور من محاولات لشق الصف العربي، وإيقاظ الفتن النائمة بين الدول والشعوب العربية إلى أن ما يحدث الآن قريب الشبه مما حدث بين الأوس والخزرج قديماً بعد أن نجح النبى محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فى التوفيق بينهما واشتد غيظ اليهود فقام شاب يهودى بالوقيعة بين القبيلتين وأنشد شعرا يذكرهم بما كان بينهما من عداوة وحروب قبل الإسلام.
نجح الشاب اليهودى فى الايقاع بين القبيلتين، وأراد أبناء القبيلتين الاحتكام إلى السلاح مرة أخرى، وحددوا موعداً ومكانا للقتال.
بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم ومعه بعض أصحابه قائلا: يا معشر المسلمين الله ـ الله.. أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية.
قلت: ما علاقة فتنة الأوس والخزرج بعد الإسلام بما يحدث الآن فى العالم العربى؟.
قال: علاقة قوية مشبهاً الوضع العربى الحالى بالوقوع فى الفتنة نتيجة محاولات الوقيعة المستمرة من أجهزة المخابرات الإسرائيلية، والأمريكية، واستخدامهما وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع المشبوهة، لزيادة الاحتقان بين الدول العربية لكى تنجر الدول العربية إلى الاختلافات فيما بينهم ناسية العدو الوحيد وهو العدو الإسرائيلى الذى يعيث فسادا فى المنطقة. وللأسف تحاول بعض الأبواق من هنا أو هناك افتعال الأزمات بين الدول العربية وشحن الشعوب بعضها ضد بعض كما حاول اليهودى قديما الإيقاع بين الأوس والخزرج بعد أن تآخيا.
بعد أن أغلق الصديق العزيز هاتفه تابعت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الأكاديمية العسكرية فجر أمس الأول وتوقفت طويلا أمام تحذيراته من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل التواصل، وبعض وسائل الإعلام، مؤكدا قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، ومشددا على ضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي، ومؤكدا أن الأمن العربى وحدة متكاملة.
لا أدرى لماذا ربطت بين حوارى مع صديقى عبر الهاتف عن فتنة الأوس والخزرج، وبين تحذيرات الرئيس أمس الأول من فتنة جديدة بين الدول العربية تحاول أن تطل برأسها بين آونة وأخرى.
أعتقد أن الربط نابع من أن المحرض والمستفيد قديما وحديثا واحد، والمهم وأد الفتنة حديثا كما نجح الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ فى وأدها قديما.
التعليقات