يوسف خلف وطه حسين

يوسف خلف وطه حسين

عبدالمحسن سلامة

صحيح أنه تم حل مشكلة يوسف خلف فتح الباب بخصوص عمله معيداً فى كلية الآداب بجامعة سوهاج، لكن المشكلة تظل باقية فى طريقة التعامل مع مثل هذه الحالات المتميزة، والأولى بالرعاية والاهتمام.

يوسف خلف فتح الباب شاب متفوق، ومتميز، ونجح فى التغلب على مشاكله الصحية وإعاقته البصرية، بسبب إصابته بمرض «الالبينزم» الذى يصيب البعض نتيجة عدم وجود صبغة الميلانين فى الجلد والشعر والعينين، مما يؤدى إلى ضعف الإبصار، والإعاقة البصرية أحياناً.

رغم كل ذلك قهر يوسف خلف ظروفه الصحية وإعاقته البصرية، ليكون ضمن المعينين معيدًا فى كلية الآداب بجامعة سوهاج طبقاً لقرار رئيس الجامعة رقم 1572 بتاريخ 13 أغسطس 2025.

بعد ذلك ظهرت المشكلة فى أثناء إجراءات التعيين وتوقيع الكشف الطبى عليه فى القومسيون الطبى التابع لهيئة التأمين الصحى بمحافظة سوهاج، ومن هنا بدأت المشكلات التى تعوق تعيينه معيد فى الكلية حتى تدخل رئيس الجامعة د. حسان النعماني، وتواصل مع د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى الذى تواصل بدوره مع د. خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، الذى أصدر تعليماته على الفور بتذليل كل العقبات التى تعترض تعيينه.

ما حدث يؤكد حرص تلك القيادات على الانتصار لقيم التفوق، والنجاح، لكن يستدعى وقفه لإعادة النظر فى بعض الإجراءات خاصة تلك التى تتعلق بالظروف الصحية، والإعاقات الجسدية للمتفوقين.

هؤلاء يستحقون تغيير وتعديل بعض النظم التى يمكن أن تقف حائلاً دون الحصول على حقوقهم المشروعة فى التعيينات، أو الترقي، أو الفرص المستحقة لهم فى مختلف المجالات.

هم أولى بالرعاية والاهتمام، وهم واجهة مشرفة وعظيمة بمختلف المقاييس، ويستحقون ما هو أكثر لأنهم نجحوا مرتين.. الأولى فى التغلب على مشاكلهم الصحية، وظروفهم الاجتماعية، والثانية فى القدرة على التفوق والتميز رغم تلك الظروف.

تذكرت عميد الأدب العربى د.طه حسين العظيم الذى احتضنته الدولة قبل ثورة 23 يوليو، وسافر إلى فرنسا، وأصبح وزيراً للتعليم، رغم إعاقته البصرية، وظروفه الاجتماعية التى تكاد تشبه ظروف يوسف خلف، وربما أصعب.

أتمنى من الحكومة تعديل الإجراءات والقواعد لتصبح قواعد عامة داعمة ومساندة لتلك النوعيات المتميزة دون تدخل من أحد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات