وماذا بعد؟!

ماذا بعد قبول حماس لخطة ترامب وموافقتها على الإفراج عن جميع أسرى إسرائيل أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة بمقترح ترامب، وكذلك موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين، وإنهاء حكمها لغزة؟!

ترامب رحب برد حماس وغرد قائلا: «أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم، ويجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة فى الوقت الحالي»، مضيفا «أن الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذى طال انتظاره فى الشرق الأوسط».

ترحيب ترامب، ومطالبته للجيش الإسرائيلى بوقف قصف غزة فورا يؤكد أنه يخشى من تصرفات نيتانياهو، وألاعيبه، ومناوراته لإفشال الصفقة.

بيان وزارة الخارجية المصرية رحب برد حماس، وأكد التقدير الكامل لجهود الرئيس الأمريكى ترامب، لكنه طالب بضرورة الالتزام بتنفيذ خطة ترامب، وإنهاء الحرب، ونفاذ المساعدات الإنسانية عبر الآليات الأممية دون تعقيد.

من الواضح أن البيان المصرى يحذر من ألاعيب إسرائيل، ومحاولتها الالتفاف حول الاستحقاقات التى جاءت ضمن خطة ترامب، وكذلك محاولتها إفشال الخطة كما فعلت قبل ذلك فى الخطط السابقة.

المؤكد أن قبول حماس نقطة بداية لمشوار طويل يحتاج إلى يقظة عربية وإسلامية هائلة بالتعاون مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صاحب الخطة وراعيها.

طوال 77 عاما وإسرائيل تلتف حول كل الخطط، والمقترحات، والمبادرات، والقرارات الأممية، وتلجأ دائما إلى المناورات، وافتعال الأزمات للتراجع والنكوص عن وعودها.

ربما تكون اتفاقيات أوسلو التى وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى مع إسرائيل فى 13 سبتمبر 1993 وبحضور الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون خير شاهد على ذلك، حيث قامت إسرائيل بتفريغ هذه الاتفاقات من مضمونها، والالتفاف عليها حتى وصلت الأمور إلى ما تعانيه المنطقة الآن من تدهور وانفجار.

هناك اتصالات مكثفة الآن تدور حول تنفيذ خطة ترامب، ولابد أن تصاحبها يقظة عربية ـ إسلامية لمتابعة كل التفاصيل، ودعم مصر كوسيط رئيسى فى هذا المجال بما يؤدى إلى إنهاء الحرب، وإلغاء التهجير، ونفاذ المساعدات، وقبل كل ذلك وبعده قيام الدولة الفلسطينية طبقا للبند 19 من خطة ترامب.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات