وسط رسائل عديدة وجهها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس من أكاديمية الشرطة إلى الداخل والخارج، أوضح الرئيس أن مفاوضات إنهاء الحرب على غزة تستضيفها مصر فى شرم الشيخ، وأن مصر تقدم كل الدعم الممكن لإنجاح المفاوضات من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ عامين.
فى خطوة ذكية وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة على الهواء إلى الرئيس ترامب لحضور حفل توقيع اتفاق السلام فى غزة فى مصر، حال التوصل إليه مطالبا الرئيس الأمريكى باستمرار دعمه لإنهاء الحرب على غزة.
العالم كله يعلم أن إنهاء الحرب على غزة بيد الرئيس الأمريكى، على اعتبار أن أمريكا هى الداعم القوى اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لإسرائيل، ودون هذا الدعم القوى والممتد منذ نشأة إسرائيل فى عام 1948 حتى الآن لم تكن إسرائيل قادرة على الصمود أو الاستمرار، وبالتالى فإن ترامب يستطيع وقف الحرب ـ لو أراد ـ لأنه يملك مفتاح ذلك، ومن هنا كانت مخاطبة الرئيس السيسى له بشكل واضح وعلنى وأمام الجميع.
ذكرتنى رسالة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الرئيس ترامب على الهواء برسالة الرئيس أنور السادات إلى الرئيس الأمريكى نيكسون من مجلس الشعب فى 16 أكتوبر 1973، وهو يطالبه بمراجعة الدعم الأمريكى المطلق لإسرائيل على حساب الحقوق العربية المشروعة.
صحيح أن الرئيس ترامب أطلق خطته، وأن الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وافقا عليها، كما أيدتها دول التجمع العربى الإسلامى التى التقى بممثليها الرئيس الأمريكى ترامب قبيل إعلان خطته رغم ما حدث عليها من تعديلات لم تكن ضمن إطار الخطة المتفق عليها، لكن يظل استمرار دعم ترامب بقوة هو مفتاح التوصل إلى الاتفاق النهائى.
إلى جوار الموقف فى غزة، ومفاوضاتها أرسل الرئيس العديد من الرسائل المهمة إلى الداخل، أهمها ما يتعلق بالموقف الاقتصادى وتحسنه المستمر، ونجاح مصر فى التغلب على الإرهاب، باعتباره أخطر التحديات التى كانت تواجه الدولة المصرية، وطمأن الرئيس المصريين بأن مصر قوية بشعبها وجيشها وشرطتها، وأنه «محدش يقدر يعمل أى حاجة لمصر»، مطالبا الشباب بالاجتهاد وتحسين قدراتهم وأدائهم من أجل التغيير للأفضل.
التعليقات