استكمالا لمقال «أمس» فقد لفت انتباه الحضور فى الندوة التثقيفية الـ 42 التى أقامتها القوات المسلحة احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر الـ 52، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يلجأ إلى الكلمة المكتوبة، وتحدث بشكل عفوى أمام الحضور، وتطرق إلى مشكلة ارتفاع الأسعار، والأوضاع الاقتصادية مطمئناً الشعب المصرى على بدء مراحل التعافى الاقتصادى بعد أن قطعت مصر الشوط الأصعب فى هذا المجال خلال الفترة الماضية.
تحمل الاقتصاد فواتير باهظة الثمن منذ عام 2011 حتى الآن حيث بلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن قيام ثورتين فى 3 سنوات ما يقرب من 450 مليار دولار، كما بلغت تكاليف الحرب على الإرهاب ما يقرب من 100 مليار جنيه.
كل هذا خلق مشكلة اقتصادية ضخمة، وكان من الضرورى مواجهة هذه المشكلة بعيداً عن فكرة ترحيلها للأجيال القادمة بالمسكنات أو الحلول الجزئية التى فشلت على مدار عقود طويلة سابقة.
طمأن الرئيس الشعب المصرى على قدرة الاقتصاد المصرى على تجاوز تلك المرحلة الصعبة بالتخطيط، والتنفيذ، والوعى وهو ما يحدث الآن بعد اجتياز أصعب الأزمات خلال الفترة الماضية مثل جائحة كورونا، وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، ثم حرب غزة التى امتدت نحو عامين كاملين.
بالفعل اجتازت الدولة المصرية، والاقتصاد المصرى أصعب وأعقد المراحل خلال الـ14 عاماً الماضية والتى كان من الممكن بسببها - لا قدر الله - انهيار الدولة المصرية ومؤسساتها كما حدث فى دول أخرى كثيرة حولنا. ثم كان تحدى القضاء على الإرهاب، وهو التحدى الأصعب بعد حرب أكتوبر العظيمة، ثم كانت التداعيات الاقتصادية لكل ذلك خاصة بعد اندلاع أحداث عالمية وإقليمية لم يكن أحد يتوقعها.
أعتقد أن شهر أكتوبر الحالي، وما شهده من نجاحات وانتصارات ملهمة تم تتويجها بقمة شرم الشيخ للسلام التى عززت مكانة مصر الإقليمية والعالمية، سوف يكون بداية انفراجة اقتصادية حقيقية يشعر بها المواطن المصرى خلال المرحلة المقبلة كما تشير كل المؤشرات الاقتصادية التى تؤكد بدء تعافى الاقتصاد المصري، وانخفاض التضخم، وارتفاع معدلات النمو خلال المرحلة المقبلة.
التعليقات