للأسف الشديد تلجأ بعض القيادات إلى مقولة «انسف حمامك القديم»، لأنهم يتخيلون أنفسهم أنهم هم البداية، وما قبلهم هم والعدم سواء، وتكون النتيجة أن تلك النوعية من القيادات يغرقون فى ضياع الوقت، ولا يفعلون شيئا ذا قيمة فى نهاية المطاف.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم درسا عمليا فى فن القيادة وبناء الدول وتراكم الخبرات والعمل «المؤسسي» لهؤلاء وغيرهم، حينما انحاز إلى فكرة «الإنجاز»، والبناء على ما تم من قبل.
يحدث هذا كثيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما يستشهد فى الكثير من الأحيان بأن هناك مشروعات كثيرة تمت دراستها والبدء فيها من قبل، لكن تم تأجيلها لسبب أو لآخر مثل مشروعات التخطيط العمرانى والمدن الجديدة والبنية التحتية وتوشكى وغيرها.
أحدث تلك المشروعات كان المتحف المصرى الكبير ذلك المشروع العبقرى الذى أبهر العالم، وكان الرئيس كبيرا وواثقا كعادته حينما تصدر مشهد الافتتاح فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق فى عهد الرئيس حسنى مبارك الذى حلم بالمشروع منذ أكثر من عقدين، لكن الظروف لم تكن مواتية لاستكمال هذا المشروع العظيم خاصة بعد 25 يناير 2011، وما تلا ذلك من أحداث عاصفة.
ظهور فاروق حسنى لم يقلل من حجم الإنجاز، ولا فخامة الحدث، لكنه أكد فلسفة جديدة فى الجمهورية الجديدة، وهى تكامل البناء، وتراكم الخبرات، و«مؤسسية» العمل بعيدا عن الأشخاص والأهواء.
درس عظيم لكل الوزراء والمحافظين ورؤساء الشركات والمؤسسات، وكل المسئولين بضرورة الاستفادة من كل الخبراء ومن البناء على ماتم من إنجازات سابقة، والعمل بروح «المؤسسية» بعيدا عن الأهواء الشخصية، والتفاصيل الصغيرة.
أعتقد أن المتحف المصرى الكبير قدم لمصر والمصريين العديد من الدروس لإعلاء «الهمة» والانطلاق بقوة نحو المستقبل الأفضل إن شاء الله.
التعليقات