الأحلام الكبيرة، والطموحات العظيمة لا يحققها سوى زعيم قادر على تحقيق هذه الأحلام والطموحات، وتحويلها إلى واقع على الأرض رغم مرور عقود وعقود على التفكير فيها لكن افتقاد الإرادة، وعدم القدرة على التنفيذ حال دون ذلك.
ينطبق هذا تماما على مشروع الضبعة النووى الذى قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية بالمشاركة عبر تقنية الفيديو كونفرانس اول امس الأربعاء الماضى فى مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية.
حلم المشروع النووى المصرى بدأ منذ الخمسينيات وبالتحديد عام 1958 حينما تم توريد أول مفاعل نووى للبحث والتدريب التجريبى، وتم تركيبه فى منطقة أنشاص، ولسبب أو لآخر تعطل الحلم النووى السلمى، ولم يتقدم فى الاتجاه الصحيح، وظل يراوح مكانه دون تقدم حقيقى.
فى عام 2015، وقعت مصر وروسيا اتفاقاً مبدئياً لبناء وتمويل أول محطة للطاقة النووية فى مصر، وبعدها بدأ العمل فعلياً، وتحول الحلم إلى حقيقة، ويوم الأربعاء الماضى تم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، فى إطار الجدول الزمنى للمشروع القومى لمحطة الضبعة النووية.
هو بالفعل كما وصفه الرئيس فى كلمته، صرح وطنى عملاق، يحمل فى طياته قيمة استراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة قوية بأن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة.
رغم كل التحديات والعقبات التى واجهها الاقتصاد المصرى مؤخراً نتيجة أحداث عالمية وإقليمية بداية من جائحة «كورونا»، ومروراً بالحرب الروسية ــ الأوكرانية، وانتهاء بالحرب الإسرائيلية اللعينة على غزة، لم تضعف الإرادة المصرية، ولم يتعطل المشروع الحلم بل سار بقوة، وثبات متجاوزاً كل العقبات ليصل إلى تلك المرحلة المتقدمة.
مشروع الضبعة النووى.. مشروع عظيم يحقق الاستفادة القصوى لمصر فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، ويؤكد قدرة مصر على النجاح مهما كانت التحديات والعقبات.
التعليقات