خلال أحداث فيلم ولد ملكا، تم رصد حدث تاريخي للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عندما أرسله والده الى برسالة إلى بريطانيا وكان عمره ١٦عام، الملفت انه شاب عمره ١٦ عام قال لمرافقيه وهي رسالة للانجليز حينها ومن قبلهم العرب، قال جملة مهمه جدا "نعم نحن الان في انجلترا ولكننا لسنا انجليز ولن نكون غير عرب سعوديين".
وكانت هذه هي سياسة السعودية حتى الان ،وما يجعلنا كباحثين نثق في السعوديه وقيادتها هو انهم متمسكين بهويتهم العربية نعم هناك علاقات سياسية ودبلوماسية متزنة مع كافة دول العالم ولكنهم لم يكونوا يوما منبطحين أمام اي مخطط أجنبي يستهدف الدول العربية مهما زاد الضغط عليهم وعلى الدول العربية من قبل امريكا او الكيان الصهيوني أو الفارسي الماجوسي، دول عربية كثيرة انحنى قادتها حفاظا على الكرسي ومصالحهم الشخصية ولكن السعودية لم تفعل لانه بمنتهى البساطه كل فرد من آل سعود الاسرة الحاكمة هو من نسيج ارض الحرمين ويقدسون ارضهم ويتمسكون بالروابط بينهم وبين شعبهم لانهم في النهايه قبائل متداخله مع بعضها جذورهم جميعها واحدة تمتد في اعماق شبه الجزيرة العربية.
بل ان آل سعود كعائلة حاكمة كان عندهم من البداية قانون ثابت ابن السعوديه يتربى داخل وطنه وبين اهله ليبقى فكره و ولائه وانتمائه لبلده،نرى ذلك واضح في الامير محمد بن سلمان وُلِد على ارضه نشأ بين أهله تربى على يد والده الملك، لا أرسلوا الامير بريطانيا ولا امريكا ولا فعلوا كما فعل ابناء الرؤساء وملوك العرب الذين تربوا على يد الامريكان والانجليز.
السعوديه عصية جدا على كل المتلونين لانه ببساطه سياستها واضحه وحازمه لا تلون ولا انبطاح.
الملالي مثلا يعلم ان السعوديه هي الخطر الاكبر عليه ويعلمون جيدا ان المملكة لا تقبل بأي مساومات على حساب الكيان العربي والاسلامي وتقف بالمرصاد لمشروعهم الديني والسياسي المتطرف الذي يستهدف العرب كافه بما يسمونه بإستعادة دولة فارس المزعومه.
أمريكا تعلم جيدا ان الملك سلمان يحافظ على علاقات سياسية متزنه مع كافة الاطراف ولكنه لن يسمح بأي لعبة صهيونية تحدث بالمنطقه، والدليل على ذلك امرين امريكا بنفسها من وجهت ضربه للملالي بإستهداف رأس الافعى قاسم سليماني الذي يعد ضلع قوي ومؤثر في تنظيم الملالي وهو الذراع اليمنى للخامنئي،لان ترامب علم جيدا ان السعودية ذات ثقل سياسي ودولي قوي وانها قادره على ادانة و محاسبة امريكا على كل أمر وعدت به ولم تنفذه كوعد ترامب بأنه سيحارب الارهاب في العالم.
في وقت نرى فيه جميعا ان الارهاب الايراني اصبح يفوق ارهاب داعش والقاعده بل ان الملالي الان يضم الى صفوفه عناصر العائدين من داعش ليزج بهم في اليمن لدعم الحوثي الارهابي،بل ان ثبات الجنود السعوديين على ارض اليمن دفاعا عن الشعب اليمني والاخوة والترابط هو أكبر كابوس يهدد عرش الملالي.
ولا عجب أن أقول لكم ان الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز كان ومازال في اول صفوف الجنود الابطال على ارض اليمن، وهذا ما أثار دهشة الجميع فكيف لأمير ابن ملك ان ينزل بنفسه مرتدي زيه العسكري ليحارب مع جنوده ويؤدي رسالته، الاجابه ببساطه نعم هؤلاء هم آل سعود وهذا ما أقصده مما سبق ان كل فرد من آل سعود نشأ بين اهله وفي وطنه فتعلم من والده و مَلِكَه قيم الانتماء والصدق والشرف وان الجندي لا يهاب الموت في سبيل نصرة الحق ومساعدة من يلجأ إليه.
وبالحديث عن روسيا فجميعنا رأينا حفاوة استقبال بوتن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،وكانت هذه رسالة من روسيا التي كانت تتخذها ايران حليفا بأن الدب الروسي الان يعلن وقوفه الى جانب المملكه ويحترم دورها بالمنطقه و قرارتها وكذلك سياستها المتزنه.
حتى حماس حليف ايران التي طالما "صدعتنا" بشعارات حنجورية عن المقاومة والتصدي للكيان الصهيوني، قد فضحت تأمرها القرارات والسياسات الحكيمه للسعودية ،فجميعنا نرى الان المساعدات الانسانية التي تقدمها المملكه للشعب الفلسطيني وليس هذا فقط ،بل ان تصريح خادم الحرمين الشريفين اثناء قمة مكة الماضية كان في قمة الذكاء والحكمه معا، فقبل اعلان صفقة القرن بمدة حاول الملالي خداع المسلمين بأن ايران هي من تدعم القضيه الفلسطينيه وتتصدى لاسرائيل، ولكن جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز أفسد عليهم مخخطهم بإعلانه امام العالم اثناء قمة مكة انوالسعوديه كانت ومازالت وستستمر في دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على مقدراته وأرضه وانها لن تقبل المساس به.
مجمل القول ان السعوديه تعيش مواجهات من دول كثيره مغرضه و رؤوساء يجيدون فن التلون حفاظا على مصالحهم الشخصية، ولكن سياسة المملكة النظيفة والمتوازنه عرت مواقف الكثير من الدول التي يقودها زعماء متلونين.
التعليقات