أعربت إثيوبيا عن استيائها من "قرار" المجلس التنفيذي لجامعة الدول العربية بشأن سد النهضة الصادر اليوم الثلاثاءـ عقب اجتماعه في الدوحة، قطر.
وحسب بيان الخارجية الإثيوبية قبل قليل، قال: إثيوبيا ترفض "القرار" برمته، في الواقع هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها جامعة الدول العربية بيانًا بشأن مواقفها -والتي وصفتها بـ"المضللة" من سد النهضة.
وأضاف البيان الإثيوبي: "نتيجة لدعمها الفاضح للادعاءات الباطلة لمصر والسودان بشأن سد النهضة، أهدرت جامعة الدول العربية بالفعل فرصتها للعب دور بناء".
وأكمل: "يجب أن يكون واضحًا تمامًا أن مثل هذه المحاولات غير المجدية لتدويل وتسييس سد النهضة لن تؤدي إلى تعاون إقليمي مستدام في استخدام وإدارة نهر النيل".
وإلى باقي نص البيان:
يجب أن تعلم جامعة الدول العربية أن استغلال مياه النيل هو أيضًا أمر وجودي بالنسبة لإثيوبيا، إنه يتعلق بإخراج الملايين من سكانها من الفقر المدقع وتلبية احتياجاتهم من الطاقة والمياه والأمن الغذائي.
تمارس إثيوبيا حقها المشروع في استخدام مواردها المائية مع الاحترام الكامل لقوانين المياه الدولية ومبدأ عدم التسبب في ضرر كبير.
تعتقد إثيوبيا اعتقادًا راسخًا أنه فقط من خلال التعاون والحوار يمكن تحقيق الأمن المائي لأي من دول حوض النيل.
النيل مورد مشترك وليس ملكية حصرية لمصر والسودان، وهذا هو السبب في أنه من المحير أن جامعة الدول العربية تركز بشكل خاص على الأمن المائي لدولتي المصب في تجاهل تام لمصالح بقية الدول المشاطئة للنهر، والتي هي منابع النهر.
منذ البداية، بذلت إثيوبيا كل ما في وسعها لاستيعاب مخاوف دولتي المصب بحسن نية على أمل الدخول في حقبة جديدة من التعاون بين دول حوض النيل، إلا إن تعنت كل من مصر والسودان هو الذي جعل من الصعب للغاية إحراز أي تقدم ذي مغزى في المفاوضات الثلاثية/ أثناء المفاوضات التي قادتها جنوب إفريقيا، كانت مصر والسودان هي التي عطلت المفاوضات سبع مرات -على حد قولهم-.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية الكونغو الديمقراطية لتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الثلاثية في الاجتماع الذي عقد في كينشاسا في الفترة من 3-5 أبريل 2021 ، فقد تعمد البلدان تقويض إمكانية الاتفاق على خارطة طريق لمواصلة المفاوضات.
وافقت إثيوبيا على سبعة من الاقتراحات التسعة الواردة في مسودة البيان التي أعدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما رفضت مصر والسودان الأجزاء الموضوعية من البيان.
وعمل البلدان في تناسق لضمان فشل اجتماع كينشاسا من خلال إثارة قضايا إجرائية غير ذات صلة، لذلك، من المؤسف أن جامعة الدول العربية قررت اتخاذ موقف بشأن المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي دون التحقق من الحقائق.
كما يبدو أن جامعة الدول العربية غافلة عن حقيقة أن المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا ومصر والسودان تسترشد بإعلان المبادئ (DoP)، الذي وقع عليه قادة الدول الثلاث في عام 2015.
وملء سد النهضة سيتم وفقًا للخطة وفقًا لإعلان المبادئ وتوصية المجموعة البحثية المكونة من خبراء من الدول الثلاث، ومن ثم، فإن إثيوبيا ترفض رفضًا قاطعًا المحاولة الفاشلة من قبل جامعة الدول العربية لإملاء شروط تتعلق بملء سد النهضة، كمنظمة إقليمية، كان من المناسب فقط لجامعة الدول العربية أن تشجع الأطراف الثلاثة على التوصل إلى حل يربح فيه الجميع بدلاً من موقفها غير المفيد والمتحيز وغير المعقول.
الأمر الأكثر إحباطًا هو محاولة مصر والسودان تسييس مفاوضات سد النهضة بلا داع ومحاولة جعلها قضية عربية، وهذا يدل بوضوح على افتقارهم إلى الإخلاص للعملية الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي - على حد قولهم-.
سد النهضة هو قضية أفريقية تحتاج إلى حل أفريقي، لا يمكن حل الخلاف بين إثيوبيا ومصر والسودان إلا من خلال التفاوض بحسن نية والتسوية بروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، ولهذا السبب على وجه التحديد، أحال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المسألة إلى الاتحاد الأفريقي.
لذلك، ينبغي لجامعة الدول العربية أن تكف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات غير المفيدة التي لن تؤدي إلا إلى استعداء العلاقات بين الدول الثلاث وتقويض المفاوضات الثلاثية، وبدلاً من ذلك، ينبغي أن تشجع مصر والسودان على الدخول في مفاوضات بحسن نية لإيجاد حل مربح للجميع وتقديم دعمها الكامل للعملية الجارية التي يقودها الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد.
مرة أخرى، تؤكد إثيوبيا من جديد التزامها بإعلان المبادئ وتظل منخرطة بشكل كامل في عملية المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى نتيجة مفيدة للاطراف بشأن قضية سد النهضة.
التعليقات