فى انتظار الفصل السابع

فى انتظار الفصل السابع

عبدالمحسن سلامة

هل يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة، ويصدر قرارا بوقف فورى للعدوان الإسرائيلي؟!

قد يحدث هذا، لكن ليس ذلك هو المطلوب بالضبط، لأن انعقاد مجلس الأمن فى حد ذاته لم يعد ذا جدوي، حيث انعقد عدة مرات لبحث العدوان الإسرائيلي، وقد فشلت عدة محاولات للمجلس لإصدار قرار بوقف الحرب بسبب «الفيتو» الأمريكي، وفى الجلسة الأخيرة التى انعقدت لهذا الغرض نجح المجلس فى إصدار قرار بوقف الحرب بعد أن امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.

القرار صدر بتاريخ 25 مارس الماضى وهو القرار رقم 2728، والذى يقضى بوقف إطلاق النار بشكل فورى خلال شهر رمضان ما يفضى إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، كما طالب القرار بالإفراج الفوري، وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ثم التصويت على القرار وأيدته 14 دولة، وامتنعت أمريكا عن التصويت، ولم تستخدم حق النقض، كما فعلت ضد القرارات السابقة.

تفاءل العالم قليلا بالقرار، لكن كعادة إسرائيل فقد رفضت تنفيذ القرار، ووصفته بأنه غير ملزم، و«فات» شهر رمضان المعظم، كما انقضى شهر شوال بعده ولم تتوقف الحرب.

الجديد هذه المرة هو قبول حماس لمقترح وقف إطلاق النار الذى أعدته مصر بالتعاون مع أمريكا وقطر، وأيدته الولايات المتحدة بقوة، وطالبت حماس بالموافقة عليه لكى تتم عملية وقف إطلاق النار.

حماس وافقت على المقترح، وألقت بالكرة فى الملعب الأمريكى الإسرائيلي، لكن إسرائيل تماطل، ولا تريد السلام كعادتها، وتريد أن تأخذ كل شيء، ولا تعطى أى شيء مثل مقولة «الأمن مقابل السلام» التى أطلقتها لتشويه المبادرة العربية القائمة على مبدأ «الأرض مقابل السلام».

إذا كانت أمريكا جادة، والأمر المؤكد أنها غير ذلك، فعليها أن تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن يصدر خلالها قرارا ملزما بوقف الحرب، مستندا على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد ما تقوم به إسرائيل من أعمال تهدد السلم العالمي، والاخلال به، وكذلك وقف أعمال الإبادة وقتل المدنيين، حيث يتيح هذا الفصل لمجلس الأمن اتخاذ ما يراه من تدابير اقتصادية أو تدابير عسكرية لازمة لحفظ السلام والأمن الدولي، وإعادته إلى نصابه، ويجوز أن تشمل هذه التدابير استخدام القوة العسكرية المتمثلة فى القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة لأعضاء «الأمم المتحدة».

للأسف الشديد لن تفعل أمريكا هذا، ولن تسمح به، لكنها يمكن أن تمارس الضغوط الفعلية على إسرائيل ـ إذا رغبت فى ذلك ـ لوقف الحرب وإلزام إسرائيل بذلك حفاظا على ما تبقى من مصداقية لأمريكا فى العالم.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات