الجثامين ودموع التماسيح

الجثامين ودموع التماسيح

عبدالمحسن سلامة

في الوقت الذي يحاول فيه نيتانياهو أن يذرف دموع التماسيح علي الأسري المقتولين بعد استلام جثامينهم أمس الخميس فإن المقاومة أوضحت بجلاء أن نيتانياهو هو السبب في مقتلهم، وأنهم ماتوا أثناء قصف القوات الإسرائيلية لأماكن وجودهم.

نيتانياهو هو من ضحي بالأسري، لأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار لو تمت منذ عام تقريبا حينما أعلنها الرئيس الأمريكي السابق جوبايدن لتغيرت أوضاع كثيرة، ونجت أرواح كثيرة من بينها هؤلاء الأسري وعشرات آلاف من الفلسطينيين.

عدم رغبة نيتانياهو في السلام، ورفضه وقف الحرب، ومماطلته في قبول صفقة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق جوبايدن منذ مايقرب من عام، كلها أسباب ساهمت في زيادة الخراب والدمار، وإزهاق أرواح الأسري.

من يشاهد الخراب والدمار في غزة لا يمكن أن يتخيل بقاء أسير واحد علي قيد الحياة، لأنه لم يعد هناك مكان آمن يمكن الاحتماء به.

قبل صفقة وقف إطلاق النار كنت أشكك في إمكانية وجود أسري أحياء بعد كل ما فعلته إسرائيل، فهي لم تترك منزلا واحدا علي حالته، واقتحمت كل شبر في غزة تقريبا.

دموع نيتانياهو هي دموع التماسيح، فهو كذاب بطبعه، ومخادع، ولولا الضغوط الدولية والداخلية عليه لم يكن يقبل أبدا بوقف إطلاق النار.

ضحي نيتانياهو بالأسري منذ البداية، وحتي الآن هو علي استعداد للتضحية بباقي الأسري مقابل مغامراته العسكرية الفاشلة، ورغبته المجنونة في سفك الدماء وإطالة أمد الحرب، وخشيته من أجنحة المتطرفين المساندين له في حكومته.

يؤكد ذلك أنه تأخر في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأنه اتخذ قرار بدء المفاوضات علي «مضض»، وكما بدأها متأخرا فمن المتوقع أن يماطل في التفاوض لأكبر فترة ممكنة محاولا التذرع بأعذار وهمية لعودة الحرب وعدم إستكمال التهدئة ووقف إطلاق النار.

كل التقديرات تشير إلي أن إعادة إعمار غزة تحتاج نحو 55 مليار دولار بسبب الدمار الهائل والتدمير غير المسبوق الذي حدث هناك، ثم بعد كل ذلك يبكي مجرم الحرب نيتانياهو وينفطر قلبه.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات