«عفريت» نيتانياهو!

«عفريت» نيتانياهو!

عبدالمحسن سلامة

منذ أن تولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية لأول مرة عام 1996 أي منذ 29 عاما نجح بنيامين نيتانياهو في تغذية مشاعر التطرف والإرهاب داخل المجتمع الإسرائيلي بعد أن فاز علي شيمون بيريز في الانتخابات التي أجريت في ذلك العام.

صحيح أن نيتانياهو لم يعمر طويلا، حيث استطاع إيهود باراك هزيمته بشكل ساحق عام 1999، ليترك رئاسة الوزراء، لكنه تمكن من العودة مرة أخري إلي رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 2009 ليتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية مرة ثانية.

نيتانياهو هو أطول رؤساء حكومات إسرائيل في مقعد رئيس الحكومة علي الإطلاق، حيث تبلغ مدة رئاسته للحكومة الإسرائيلية نحو 17 عاما حتي الآن.

مشكلة نيتانياهو أنه تعمد إشعال نيران التطرف والتعصب والكراهية في المجتمع الإسرائيلي، وطوال حملاته الانتخابية، كان يستخدم تلك الأوراق البغيضة حتي ظهرت أحزاب أخري أكثر تطرفا منه، وظهرت وجوه أكثر عنصرية مثل ليبرمان، وسيموتريتش، وبن غفير، وغيرهم من تلك الوجوه العنصرية الفاشية التي تتعمد في خطابها السياسي الخلط ما بين الخرافات الدينية والأساطير المحرفة، علي طريقة الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل داعش، والقاعدة حديثا، ومثلما كانت لغة خطاب الحملات الصليبية قديما.

يوم الأربعاء الماضي قدمت بعض أحزاب الفاشية الدينية مشروع قانون يهدف لتطبيق السيادة الإسرائيلية علي الضفة الغربية المحتلة في خطوة رفضها الرئيس الأمريكي ترامب مسبقا بشكل قاطع، واعتبرها چي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي إهانة شخصية له، لوجوده في إسرائيل أثناء عرض المشروع في الكنيست.

لا أعتقد أن نيتانياهو كان يريد تمرير ذلك المشروع في ذلك التوقيت علي الأقل، لكن مشكلة نيتانياهو أنه عمل منذ 29 عاما منذ بدء رئاسته لأول حكومة إسرائيلية علي تحضير «عفريت» التطرف والإرهاب داخل المجتمع الإسرائيلي.

المجتمع الإسرائيلي الآن يسير بسرعة رهيبة نحو التطرف والإرهاب، وأشك تماما في قدرة نيتانياهو علي صرف «عفريته»، فهل يستطيع ترامب أن يتولي تلك المسئولية؟!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات